06 مايو 2025, 7:28 مساءً
يفيد تقرير التنمية البشرية الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لعام 2023، الذي نُشر في مارس 2024، بأن اليمن يحتل المرتبة الـ186 في المؤشر من أصل 193 دولة، ويُصنف ضمن فئة "التنمية البشرية المنخفضة"، وهي الفئة الأدنى في التصنيف العالمي.
وقد أرجع التقرير تدني اليمن إلى هذه المرتبة إلى تدهور الخدمات الأساسية طيلة سنوات استيلاء ميليشيا الحوثي على السلطة، وارتفاع معدلات الفقر والبطالة، وضعف الناتج المحلي الإجمالي للفرد؛ بسبب تراجع النشاط الاقتصادي، وتوقُّف القطاعات الإنتاجية الحيوية.
وبالرغم من هذه الحالة المزرية التي يرزح تحتها اليمن وشعبه؛ بسبب استيلاء الحوثيين على السلطة في اليمن منذ سبتمبر 2014، وسيطرتهم على مؤسسات الدولة، وتسخيرهم لها في خدمة مصالحهم؛ فإن الحوثيين أقحموا اليمن في الحرب، التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، وخاطروا بأمنه، واقتصاده، وشعبه، في ممارسات غاية في الخطورة والجسامة، تفوق قدراته، وتمس مباشرة مصالح دول العالم والاقتصاد العالمي، فعرقلوا حرية الملاحة في البحر الأحمر، الذي تمرّ منه 13% من حركة التجارة العالمية.
وبدأت الخسائر الفادحة تلحق باليمن، وتتراكم عليه يومًا بعد يوم، منذ أن بدأت الولايات المتحدة الأمريكية، بمشاركة بريطانيا، في 12 يناير 2024 شن عملية جوية ضد الأهداف التي يسيطر عليها الحوثيون، واستمرت العملية حتى 19 يناير 2025، حينما سلم الرئيس جو بايدن السلطة إلى سلفه دونالد ترامب الذي أمر بعملية أكبر وأكثر كثافة، وأوسع نطاقًا في 15 مارس 2025. ولا تزال هذه العملية التي تشارك فيها بريطانيا أيضًا مستمرة بوتيرة يومية، تستهدف مواقع حيوية داخل اليمن.
وبالرغم من الخسائر الكبيرة زاد الحوثيون من إقحام اليمن في حرب غزة، فقصفوا أهدافًا داخل إسرائيل؛ ما دفعها إلى شن هجمات على اليمن في 20 يوليو 2024، وفي 29 سبتمبر 2024، و19 و26 ديسمبر 2024، وأمس واليوم (الثلاثاء). وقد بلغ عدد الضربات الجوية التي شنتها أمريكا وبريطانيا ضد الأهداف الحوثية أكثر من 800 ضربة جوية، وفقًا لصحيفة "الجارديان" البريطانية، إضافة إلى عشرات الضربات التي شنتها إسرائيل.
ويكشف الحجم الهائل للخسائر المادية والبشرية للضربات الجوية فداحة الكارثة التي تسبب فيها الحوثيون لليمن، ويتحملون مسؤوليتها وحدهم، فإسرائيل ركزت كل ضرباتها على الأهداف المدنية والاقتصادية الحيوية؛ فقصفت مطار صنعاء أكثر من مرة، وأخرجته اليوم عن الخدمة، ودمرت كل الطائرات المدنية الرابضة فيه، واستهدفت ميناء الحديدة، ودمرت محطات طاقة، ومرافق نفطية، ومصنع أسمنت. وتسبب القصف الأمريكي-البريطاني في تدمير واسع النطاق للبنية التحتية في المحافظات، التي يسيطر عليها الحوثيون، ومن بينها صنعاء.
إن الخسائر المادية والاقتصادية والأمنية والسياسية، التي مُني بها اليمن، ولا يزال يتعرض لها بسبب الحوثيين، تفوق قدرات اليمن، وطاقته على الاحتمال، كما أنها تفاقم من واقعه كدولة، وواقع شعبه الذي يفتقر إلى كل الخدمات الأساسية؛ وهذا يضاعف من المسؤولية متعددة الأبعاد التي يتحملها الحوثيون أمام اليمنيين وأمام العالم.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.