10 مايو 2025, 4:07 مساءً
أوضح كاتب ومستشار إعلامي أن الحملات التي تقوم بها المملكة ضد المخالفين وفرض الغرامات المشددة بحق من يحاول إيواء حاملي تأشيرات الزيارة بأنواعها كافة في أي مكان مخصص للسكن أو التستر عليهم، تؤكد حرص حكومتنا الرشيد على أمن وسلامة الحجاج وأدائهم لهذه الفريضة بكل يسر وسهولة، والاهتمام بأدق التفاصيل في ذلك.
وتفصيلاً، أكد جيلاني بن شايق الشمراني لـ"سبق" أن السعودية تواصل استعداداتها على أعلى المستويات لاستقبال موسم حج 1446هـ، مستندة إلى خبرات تراكمية عميقة اكتسبتها عبر عقود من خدمة ضيوف الرحمن، في إطار منظومة متكاملة تهدف إلى تقديم أرقى الخدمات للحجاج والمعتمرين، وتحقيق أعلى معايير السلامة والجودة.
وأوضح "الشمراني" أن النجاحات التي تحققت خلال عقود طويلة من شرف خدمة ضيوف الرحمن شكلت قاعدة صلبة لموسم هذا العام، حيث سخرت أكثر من 300 ألف موظف ومشارك يمثلون مختلف القطاعات الحكومية والأمنية والصحية والخدمية لخدمة ضيوف الرحمن، مشيراً إلى أن وزارة الصحة جهزت أكثر من 189 منشأة صحية بين مستشفى
ومركز صحي وعيادات متنقلة بطاقة استيعابية تتجاوز 6,500 سرير، كما أعلنت الجهات الصحية جاهزيتها الكاملة لإجراء جميع أنواع العمليات الكبرى والعادية مثل عمليات القلب المفتوح والقسطرات القلبية وجلسات الغسيل الكلوي، وغيرها؛ بالإضافة إلى تفعيل المستشفى الافتراضي الذي يقدم خدمات طبية عن بُعد لآلاف الحجاج.
وأضاف أن مبادرة "طريق مكة" النوعية، تواصل عملها منذ وقت مبكر عبر 11 مطاراً دولياً في سبع دول، بالتعاون مع الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي "سدايا" حيث تُمكّن الحجاج من إنهاء إجراءات السفر والجوازات وفحص الاشتراطات الصحية وعلاماتهم الحيوية في بلدانهم، قبل التوجه مباشرة إلى مقار إقامتهم في مكة المكرمة والمدينة المنورة عبر مسارات مخصصة، بينما تتولى الجهات المعنية نقل أمتعتهم.
وأشار إلى أن المبادرة، التي أُطلقت في عام 2018، استفاد منها حتى الآن أكثر من 940 ألف حاج، في إنجاز يعكس نجاح الجهود الرقمية والتحول الذكي ضمن مستهدفات رؤية السعودية 2030.
وأوضح "الشمراني" أن الاستعدادات الحالية تشمل تطوير منظومة النقل بشكل غير مسبوق، حيث اعتمدت الجهات المختصة أكثر من 27 ألف حافلة حديثة مجهزة بأنظمة تتبع ذكية، بالإضافة إلى جاهزية قطار المشاعر الذي نقل خلال الموسم الماضي قرابة نصف مليون حاج بانسيابية عالية. كما شهدت البنية التحتية في المشاعر المقدسة تحديثات نوعية، حيث تمّت معالجة مسارات المشاة بمواد حديثة تسهم في خفض درجات الحرارة وتعزيز راحة الحجاج.
وأشار إلى ما تقدمه وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد التي وفرت خدمات إرشادية مترجمة إلى أكثر من 50 لغة، لتمكين الحجاج من أداء مناسكهم بيسر ووعي، كما أعلنت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي عن إطلاق 120 مبادرة إثرائية و10 مسارات ذكية، إضافة إلى 50 برنامجاً علمياً وفكرياً، بمشاركة أكثر من 2000 موظف سعودي مؤهل لخدمة الحجاج. ومنها مبادرة “الإثرائي الميداني”، التي تهدف إلى تعزيز التجربة الدينية والثقافية لضيوف الرحمن عبر تقديم محتوى معرفي شامل بلغات متعددة، يغطي الجوانب الشرعية والتوعوية والإرشادية.
وشدد على أهمية حملة “حج بلا تصريح” التي أطلقتها وزارة الداخلية، مشيراً إلى أنها تأتي لحماية ضيوف الرحمن، وضمان سلامتهم، وتنظيم حركة الحشود، وتحقيق أعلى معايير الأمن والانسيابية في المشاعر المقدسة.
وأكد أن الحملة تُعدّ جزءاً أساسياً من الإستراتيجية الشاملة لإدارة موسم الحج، موضحاً أن الجهات المعنية ستطبق أنظمة صارمة وغرامات مالية لمنع مخالفي تعليمات الحج، واتخاذ الإجراءات النظامية بحقهم، حفاظاً على أمن وسلامة الحجاج، ومؤكداً أن الالتزام بالحصول على التصاريح الرسمية يعكس وعي الحاج وإسهامه في إنجاح خطط الحج التنظيمية والصحية، ويحفظ سلامته وأمنه.
وفي إطار استخدام التقنيات الحديثة، أوضح الشمراني أن المملكة اعتمدت بشكل متزايد على تقنيات الذكاء الاصطناعي لإدارة موسم الحج، من خلال أنظمة تحليل ذكية لحركة الحشود والتنبؤ بمناطق الازدحام قبل وقوعها، إلى جانب استخدام الكاميرات الحرارية لمراقبة الحالات الصحية في الزمن الفعلي، مما ساعد في سرعة تدخل الفرق الطبية. كما تم تزويد الحجاج بأساور ذكية تسهم في تعزيز متابعتهم صحياً وإدارياً.
وأضاف أن وزارة الداخلية تواصل تبني الابتكار، حيث اعتمدت أنظمة التعرف على الوجه لتسهيل الدخول والخروج بالحرمين الشريفين، واستخدام الروبوتات الذكية في ساحات المسجد الحرام والمسجد النبوي لتقديم الإرشاد والفتوى بلغات عدة، مما يؤكد ريادة المملكة في دمج الذكاء الاصطناعي بخدمة الحجيج.
وأكد الشمراني أن المملكة تمضي بخطى واثقة نحو رفع الطاقة الاستيعابية لضيوف الرحمن إلى أكثر من 30 مليون معتمر وحاج سنوياً بحلول 2030، مستدلة بالنجاحات التنظيمية واللوجستية التي تحققت خلال السنوات الماضية، حيث بلغ عدد المعتمرين خلال عام 2024م نحو 18.5 مليون معتمر.
واختتم بالتأكيد على أن هذه الإنجازات العظيمة تأتي امتداداً لحرص خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود –حفظه الله– وسمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز –حفظه الله–، على تقديم أرقى مستويات الرعاية لضيوف الرحمن، وتسخير كافة الإمكانات لخدمتهم، بما يعكس المكانة الريادية للمملكة في خدمة الإسلام والمسلمين، ويجسد رسالتها السامية في خدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما، والذي تعُدُّه القيادة شرف لا يضاهيه شرف.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.