عرب وعالم / السعودية / صحيفة سبق الإلكترونية

روسيا تستجيب للضغوط الغربية لوقف إطلاق النار.. و"بوتين" يقترح مفاوضات مباشرة مع أوكرانيا دون شروط

تم النشر في: 

11 مايو 2025, 7:42 صباحاً

في تطورٍ مهمٍ في مسار الأزمة الأوكرانية، اقترح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين؛ استئناف محادثات السلام المباشرة مع كييف في مدينة إسطنبول التركية، الأربعاء المقبل، وهذا العرض المفاجئ جاء كرد فعلٍ مباشر على ضغوطٍ مكثّفة مارستها أوكرانيا وحلفاؤها الأوروبيون، الذين طالبوا موسكو بالالتزام بوقفٍ فوري وغير مشروطٍ لإطلاق النار لمدة ثلاثين يوماً، مهدّدين بفرض عقوباتٍ إضافية غير مسبوقة في حال الرفض، تواكب هذه الدعوة للمفاوضات تصاعد التوترات على الجبهات وتزايد المطالبات الدولية بإيجاد مخرج للأزمة التي دخلت عامها الثالث.

الالتزام الجاد

وأشار بوتين؛ في تصريحاتٍ أدلى بها للصحفيين في وقتٍ مبكرٍ من اليوم (الأحد)، إلى محادثات السلام التي استضافتها إسطنبول بالفعل في مارس 2022، بعد فترة وجيزة من بدء العملية العسكرية الروسية، واصفاً إياها بأنها لم تكن ناجحة، لكنه عاد ليقترح "إعادة إطلاقها" هذه المرة "دون شروطٍ مسبقة".

وأكّد بوتين؛ التزام بلاده بـ"مفاوضات جادّة مع أوكرانيا"، لافتاً إلى أنه لا يستبعد إمكانية الموافقة على وقفٍ لإطلاق النار في مرحلةٍ لاحقة، وذلك "في سياق المحادثات المباشرة" مع الجانب الأوكراني.

وأعقب اقتراح بوتين؛ اجتماع قادة أربع دول أوروبية كبرى (فرنسا، المملكة المتحدة، ألمانيا، وبولندا)، الذين هدّدوا بتصعيد الضغط على موسكو بشكلٍ كبيرٍ ما لم تقبل بوقف إطلاق النار غير المشروط لمدة 30 يوماً في أوكرانيا، وهذا العرض، الذي قدّموه أمس، جاء في إظهار قوي للوحدة والتضامن مع كييف، وقال القادة الأوروبيون: "إن مقترحهم لوقف إطلاق النار الذي يبدأ يوم الإثنين يحظى بدعم الرئيس دونالد ترامب؛ الذي تحدثوا معه هاتفياً في وقتٍ سابقٍ من اليوم لإبلاغه بتفاصيل المبادرة"، وفقًا لـ"أسوشيتد برس".

مواقف متباينة

في حين دعا الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب؛ مراراً، إلى لقاءٍ بين أوكرانيا وروسيا؛ لإجراء "محادثات رفيعة المستوى للغاية"، معتبراً أنهما "قريبان جداً من اتفاقٍ" لإنهاء الحرب، كان موقف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي؛ واضحاً في السابق، بأنه مستعدٌ لمحادثات السلام، لكن "فقط بعد سريان وقف إطلاق النار"، هذا التباين في المواقف حول أولوية وقف إطلاق النار يمثل تحدياً كبيراً أمام أي عملية تفاوضية محتملة.

وتحدث بوتين؛ عن مقترحات روسية سابقة لوقف إطلاق النار خلال الأشهر الماضية، بما في ذلك وقف للهجمات على البنية التحتية للطاقة (الذي وافقت عليه أوكرانيا)، وهدنة أحادية بمناسبة ، ووقف إطلاق نار أحادي آخر في الفترة من 8 إلى 10 مايو الذي انتهى، ومع ذلك، ذكر مسؤولون أوكرانيون أن روسيا انتهكت جميع هذه الهدنات بشكلٍ متكرّر، واتهم بوتين اليوم أوكرانيا مراراً بتخريب "هذه المبادرات" وشن هجمات متعدّدة على روسيا.

شروط الهدنة

وفي مارس الماضي، اقترحت الولايات المتحدة هدنة فورية ومحدودة لمدة 30 يوماً، قبلتها أوكرانيا، لكن الكرملين تمسّك بشروطٍ أكثر ملاءمة له، وكرّر بوتين؛ اليوم، أن الكرملين بحاجة إلى هدنة تؤدي إلى "سلامٍ دائم"، وليس هدنة تسمح لأوكرانيا بإعادة التسلح وتعبئة مزيدٍ من الرجال في قواتها المسلحة، وأضاف أنه سيتحدث مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان؛ وسيطلب منه تسهيل محادثات السلام المقترحة في 15 مايو، مؤكداً أن "أولئك الذين يريدون السلام حقاً لا يمكنهم إلا أن يدعموا" اقتراحه.

وفي كييف، وصف الرئيس زيلينسكي؛ لقاءه مع القادة الأوروبيين أمس، بأنه "إشارة مهمة جداً"، وفي بيانٍ مشتركٍ نُشر على موقعه الرسمي، دعا القادة الخمسة إلى وقف لإطلاق النار "لمدة 30 يوماً على الأقل" اعتباراً من يوم الإثنين، لإتاحة المجال لجهدٍ دبلوماسي لإنهاء الحرب، وأكّد البيان أن "وقف إطلاق النار غير المشروط بحكم تعريفه لا يمكن أن يخضع لأي شروطٍ، وإذا دعت روسيا إلى مثل هذه الشروط، فلا يمكن اعتبار ذلك إلا جهداً لإطالة أمد الحرب وتقويض الدبلوماسية".

وعلى الرغم من المبادرات الدبلوماسية، إلا أن الهجمات الروسية تتواصل على الأراضي الأوكرانية، فقد أعلنت السلطات المحلية عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة أربعة آخرين في قصفٍ روسي على منطقة سومي الشمالية خلال اليوم الماضي، كما تُوفي مدني إثر سقوط طائرة مسيّرة روسية على مدينة خيرسون الجنوبية.

في المقابل، حذّرت السفارة الأمريكية في كييف، الجمعة الماضي، من هجومٍ جوي روسي "من المحتمل أن يكون كبيراً" في الأيام المُقبلة، ويبقى مصير هذه الحرب، وإمكانية التوصل إلى حلٍ سلمي، معلقاً بين التصعيد الميداني والمناورات الدبلوماسية المعقدة، في انتظار ما ستُسفر عنه الأيام المقبلة، وهل ستنجح دعوة بوتين لإسطنبول في فتح مسارٍ جديد، أم ستبقى مجرد محاولة أخرى في سجل الأزمة الطويلة؟

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا