تم النشر في: 14 مايو 2025, 12:55 مساءً في مشهد يعكس الثقل السياسي المتنامي للمملكة على الساحة الدولية، احتضنت الرياض اجتماعًا ثلاثيًا تاريخيًا ضم مسؤولين رفيعي المستوى من المملكة وسوريا والولايات المتحدة الأمريكية، بهدف بحث سبل إنهاء معاناة الشعب السوري وتعزيز أمن واستقرار المنطقة. وتأتي هذه الخطوة تتويجًا لجهود دبلوماسية مكثفة قادها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظه الله- لإعادة سوريا إلى محيطها العربي والدولي، والتخفيف من وطأة العقوبات المفروضة عليها، والتي فاقمت الأوضاع الإنسانية على مدار سنوات. وتُوِّج هذا الاجتماع بالإعلان اللافت من الرئيس الأمريكي، الذي عبّر عن تقديره العميق لقيادة المملكة ومبادراتها، ليُعلن رسميًا رفع العقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا، استجابة لطلب مباشر من سمو ولي العهد، والذي لاقى هذا القرار ترحيبًا واسعًا على المستويين الإقليمي والدولي، واعتُبر مؤشرًا قويًا على نجاح السياسة السعودية في قيادة تحولات كبرى بالمنطقة. من جهتها، عبّرت الحكومة السورية عن شكرها وتقديرها للمملكة، واصفة ما حدث بأنه "انفراجة حقيقية" من شأنها أن تفتح أبواب الأمل أمام الشعب السوري، وتُعيد البلاد إلى مسار إعادة الإعمار والاستقرار، كما شهدت مدن سورية عدة احتفالات شعبية فور إعلان القرار، تعبيرًا عن الارتياح الشعبي تجاه الموقف الجديد. الاجتماع الثلاثي، الذي انعقد في أجواء من الثقة والتفاهم، يُعد علامة فارقة في مسار العلاقات الإقليمية، ويبرهن على أن السعودية باتت طرفًا رئيسيًا في صياغة الحلول، ولا سيما في الملفات المعقدة التي تتطلب توازنًا دقيقًا بين المصالح الإنسانية والسياسية، وبينما تواصل المملكة دورها الريادي في تهدئة التوترات وبناء الجسور بين الشعوب والدول، يُنظر لهذا التحول كمثال حي على نجاح الدبلوماسية السعودية في تحريك المياه الراكدة، وفتح آفاق جديدة نحو شرق أوسط أكثر استقرارًا وأمنًا.