تم النشر في: 19 مايو 2025, 11:44 صباحاً في تصعيد يعيد أجواء الحرب الباردة، أطلق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رسالة نووية واضحة للغرب بإعلانه اختبار صاروخ "سارمات" الباليستي العابر للقارات، في خطوة فسّرها مراقبون كإعادة ترسيم للخطوط الحمراء في أوروبا. بوتين لم يوجّه رسالته لأوكرانيا بقدر ما قصد داعميها في بروكسل وواشنطن، معتبرًا أن الضغوط الغربية تتجاهل مخاوف روسيا الأمنية، خصوصًا على حدودها. الباحث السياسي بسام البني رأى أن الاختبار ليس استعراضًا عسكريًا فقط، بل أداة ردع استراتيجي في مواجهة العقوبات المتصاعدة. وأوضح أن موسكو، على الرغم من رفضها الحرب الشاملة، تلجأ إلى التصعيد المحسوب للرد على ما تُعده حصارًا سياسيًا واقتصاديًا. العقوبات الغربية، بحسب البني، لم تعد فعّالة بل أصبحت عاملاً محفزًا لخطاب قومي روسي أكثر تشددًا. ووفق "سكاي نيوز" وفي ظل انقسام أوروبي متزايد وتباين مواقف حلف الناتو، يراهن الكرملين على غياب رد موحد من الغرب، بينما تستخدم موسكو لغة الردع النووي اللفظي كأداة ضغط دبلوماسي. وبينما تستبعد روسيا خيار السلاح النووي الفعلي، فإنها لا تستبعد التصعيد بأسلحة متقدمة في حال استمرت الضغوط. هكذا، تدخل العلاقات الدولية طور "التعايش العدائي" حيث لا سلام ولا حرب، بل سباق متواصل على النفوذ بقواعد جديدة.