19 مايو 2025, 7:15 مساءً
تُعدُّ الكلمات الجميلة المنتقاة بعناية، والمفردات اللطيفة بين الزملاء في بيئة العمل، من العوامل الجوهرية التي تساهم في تقوية وتعزيز الانتماء للمنظمة، وتحقيق مفهوم الولاء الوظيفي، كما أنها تقلل من مُعدَّل دوران الموظفين، وترفع من مستوى الرضا والإنتاجية.
الكلمات ليست مجرد أصوات، بل هي معانٍ وطاقة مؤثرة، قادرة على بناء النفوس وتحفيزها، أو هدمها وتدميرها.. إنها أدوات لزراعة الارتياح والسعادة والطاقة الإيجابية داخل المنظمة، أو معاول لبث التوتر ونشر السلبية والعدوانية والضغينة في نفوس الموظفين.
إن انتقاء المفردات المناسبة أثناء الحديث مع الزملاء، سواء في مواضيع العمل أو المواضيع العامة التي تحدث خلال أوقات الراحة، أو خلال الرحلات واللقاءات الاجتماعية، يُعبِّر عن وعي أخلاقي، وذكاء اجتماعي، واحترام للذات وللآخرين، وتقدير لبيئة العمل.. ويتوافق وينسجم مع القيم التي حثنا عليها ديننا الإسلامي العظيم.
يقول الله تعالى { وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ...}. ففي هذه الآية توجيه من الله -عز وجل- بانتقاء أطيب وأحسن الألفاظ؛ لما لها من أثر في تقريب القلوب، وإبعاد الخلافات والنزاعات بين الناس.
قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "الكلمة الطيبة صدقة". فالكلمات الطيبة لا تكلف شيئًا، لكنها تزرع الثقة، وتبني جسور المودة، وتفتح آفاق التعاون.. وهي مصدر لكسب الحسنات. تخيَّل أنك تتصدق وتكسب الأجر مع كل مفردة جميلة تقولها لمن حولك.
في بيئة العمل يحتاج الجميع إلى السلام، والابتسامة والتواصل البصري، والثناء المعتدل الذي يُدخل السعادة والفرح إلى نفوس زملاء العمل.
يمكن لعبارات بسيطة، مثل: أبدعتَ في هذا العمل، جهدكَ محل تقدير الجميع، أحسنتَ، فكرتكَ رائعة.."، وغيرها من العبارات، التي يمكن أن يعدَّها الإنسان، أن تُغيِّر مشاعر الموظف، وتدفعه إلى مزيد من العطاء والحماس، ومحبة العمل، والرغبة في الاستمرار والبقاء.
ومن صور تحفيز الموظفين: التعبير عن الامتنان لزملاء العمل، والاحتفاء بالإنجازات، سواء كانت كبيرة أو صغيرة، ومساندة مَن يواجهون صعوبات.
هذه الأجواء الإيجابية تجعل من مكان العمل بيئة داعمة، يشعر فيها الجميع بالأمان والتقدير.
وفي المقابل، إن الكلمات السيئة الجارحة، والعبارات البعيدة عن الأدب، وأساليب السخرية والشتم أو الاستهزاء، تترك أثرًا نفسيًّا سلبيًّا عميقًا على الموظفين، وقد تؤدي إلى الشعور بالإحباط، أو الانسحاب، أو حتى الاستقالة.
كما أن تكرار هذه السلوكيات يؤدي إلى خلق بيئة سامة، تنهار فيها روح الفريق، وتنعدم فيها الثقة، وتزداد مشاعر الكراهية بين الجميع.. وهذا يؤدي إلى تدهُور الأداء، وينعكس بالسوء على رضا الموظفين والعملاء.
وهنا يأتي دور القائد في وضع ضوابط للسلوك اللفظي داخل بيئة العمل، وترسيخ أخلاقيات مهنية واضحة، يكون فيها الاحترام المتبادَل أساس في التعامل، ولا يمكن التنازل عنه، والتواصل الإيجابي ثقافة يؤمن بها ويتبناها الجميع.
كما ينبغي على القائد أن يكون قدوة في انتقاء ألفاظه، وحازمًا في التعامل مع أي تجاوزات لفظية تُهدد استقرار الفريق، وتؤثر على الجو العام داخل المنظمة.
وفي الختام، الكلمة الطيبة ليست أمرًا ثانويًّا في بيئة العمل، بل هي ركيزة أساسية في بناء بيئة مستقرة، منتجة، قائمة على الاحترام والتقدير.. فكم من كلمة طيبة نشرت الأمل، وأدخلت السرور على الآخرين.. وكم من عبارة قاسية كانت سببًا في انهيار العلاقات، وتأخير الإنتاجية.
ما أجمل أن يكون الإنسان مصدرًا من مصادر السعادة داخل منظمته، من خلال اختيار مفرداته، واحترامه زملاءه.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.