عرب وعالم / السعودية / صحيفة اليوم

هل ترى النور؟ "القبة الذهبية" بين طموح ترامب والتحديات الصعبة

أطلق الرئيس دونالد ترامب مبادرة "القبة الذهبية" كأحد أكثر المشروعات الطموحة في مجال الدفاع الصاروخي الأمريكي، بهدف إنشاء درع صاروخية شاملة تحمي الولايات المتحدة من مختلف التهديدات الجوية، بما في ذلك الصواريخ البالستية العابرة للقارات، والصواريخ الأسرع من الصوت، والطائرات المسيّرة.
ورغم مرور عدة أشهر على إصدار ترامب أمرًا مباشرًا إلى البنتاجون للمضي قدمًا في المشروع، فلا تزال التفاصيل التقنية والتمويلية للمشروع غامضة، ما يثير تساؤلات كثيرة حول جدواه وإمكانية تنفيذه خلال فترة زمنية قصيرة.

أرقام غير واقعية

قدّر ترامب الكلفة الإجمالية للمشروع بنحو 175 مليار دولار، لكن العديد من الخبراء يرون هذا الرقم غير واقعي.
فبحسب مكتب الميزانية التابع للكونجرس الأمريكي، فإن إنشاء نظام لاعتراض عدد محدود من الصواريخ البالستية في الفضاء قد تتراوح تكلفته بين 161 إلى 542 مليار دولار خلال 20 عامًا فقط، دون احتساب الأنظمة المتطورة التي يقترحها ترامب.
وأكد توماس روبرتس، الأستاذ في هندسة الطيران بمعهد جورجيا للتكنولوجيا، أن غياب التفاصيل يجعل من المستحيل وضع تصور واضح للمشروع، مشددًا على أن الرقم المُعلَن لا يعكس حجم التحدي الحقيقي.

تحديات مالية وتقنية

تُعدّ الكلفة من أبرز التحديات التي تواجه المشروع، إلى جانب القدرات الصناعية المحدودة للقطاع الدفاعي الأمريكي بعد سنوات من التراجع.
كما أن تنفيذ المشروع يتطلب إرادة سياسية موحّدة بين البيت الأبيض والكونجرس، واتفاقًا على مصادر التمويل.
وقالت الباحثة ميلاني مارلو من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، إن المشروع يواجه تحديات على مستوى صناعة الدفاع وأجهزة الاستشعار والصواريخ الاعتراضية.
وأضافت أن النظام في حاجة إلى تطوير كبير في مكوناته ليكون فعالًا.
ترامب قدّر الكلفة الإجمالية للمشروع بنحو 175 مليار دولار - Defense One

مشروع باهظ للغاية

أما الباحث توماس ويذينغتون من المعهد الملكي للخدمات المتحدة، فوصف المشروع بأنه "باهظ للغاية، حتى بالنسبة إلى ميزانية الدفاع الأمريكي"، مشيرًا إلى عقبات بيروقراطية وعلمية تقف أمام دخوله حيز التنفيذ.
بحسب تقرير المراجعة الدفاعية الصاروخية الأمريكية لعام 2022، فإن التهديدات من روسيا والصين في تزايد مستمر، خاصة فيما يتعلق بالصواريخ البالستية والأسرع من الصوت.
كما يشير التقرير إلى تصاعد خطر الطائرات المسيّرة، إلى جانب تهديدات محتملة من كوريا الشمالية وإيران، فضلًا عن جهات غير حكومية.
وشدد الباحث تشاد أولاندت من مؤسسة راند للأبحاث، على أن السؤال الأهم هو: "كيف نواجه هذه التهديدات بأكثر الطرق فعالية من حيث الكلفة؟".
وأوضح أن جدوى المشروع تعتمد على عدد التهديدات وطبيعتها، فكلما زاد حجم التحدي، ارتفعت الكلفة بشكل هائل.

العقبات قد توقف المشروع

رغم الطموح الكبير الذي يحمله المشروع، يرى العديد من المراقبين أنه قد يبقى حبيس الأدراج ما لم تتوفر له ميزانية كافية، وتكنولوجيا متطورة، وإرادة سياسية قوية.
وبينما تُعد الفكرة جذابة على الورق، فإن تحويلها إلى واقع قابل للتنفيذ لا يزال محل شك كبير، خاصة في ظل التحديات العالمية والداخلية التي تواجه الولايات المتحدة.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا