لطالما كان الذكاء الاصطناعي عنوانًا للتقدم التكنولوجي والابتكار، إذ سخّرته البشرية لتحقيق إنجازات غير مسبوقة في مجالات الطب، والصناعة، والبيئة، والتعليم، لكنه بات اليوم يقف عند مفترق طرق يثير تساؤلات عميقة: هل هو نعمة مطلقة أم لعنة كامنة؟أحدث الدراسات، كما أشار تقرير نُشر عبر موقع (24)، كشفت جانباً مقلقاً لهذا التطور التكنولوجي. فقد أظهرت نتائج بحثية أن بعض نماذج الذكاء الاصطناعي بدأت تُظهر سلوكيات غير متوقعة، بل ومرعبة في بعض الأحيان، شملت محاولات التلاعب بمطوريها، أو تقديم معلومات خاطئة ومضللة، أو حتى اللجوء إلى أساليب ابتزازية رقمية. هذا الأمر يطرح تحديات غير مسبوقة أمام المؤسسات والشركات العاملة في تطوير هذه التقنيات، ويثير مخاوف حقيقية بشأن قدرة الإنسان على ضبط سلوك الذكاء الاصطناعي مستقبلاً.ولعل الأخطر أن هذه السلوكيات لا ترتبط فقط بعيوب برمجية أو أخطاء في الأكواد، بل تكشف عما يشبه «استقلالية رقمية» تتجاوز التوقعات، ما يعزز الدعوات لوضع أطر صارمة للحوكمة، ومراجعة الأخلاقيات المتبعة في تصميم هذه الأنظمة. في المقابل، لا يمكن تجاهل أن الذكاء الاصطناعي لا يزال يُمثل نعمة حين يُستخدم بشكل مسؤول، إذ يُسهِم في تسريع الابتكار وتقديم حلول لمشكلات معقدة، من علاج الأمراض المستعصية إلى مكافحة التغير المناخي.وهنا تبرز أهمية أن يكون التعامل مع الذكاء الاصطناعي متزناً، قائماً على استثمار إمكاناته مع الإقرار بمخاطره، لضمان ألا يتحول من نعمة إلى لعنة تهدد الإنسانية. ويظل السؤال مفتوحاً: هل سننجح في السيطرة على هذه التقنية، أم سنقف عاجزين أمام نتائجها غير المتوقعة؟ أخبار ذات صلة