تم النشر في: 12 يوليو 2025, 8:07 صباحاً أكد طبيب الروماتيزم وهشاشة العظام الدكتور ضياء حسين أن الكولاجين يُعد من أهم البروتينات في جسم الإنسان، ومع التقدم في العمر يقل مستواه تدريجيًا، ما يستدعي تعويضه من خلال مصادره الغذائية الطبيعية أو عبر المكملات التي يصفها الطبيب المختص. وأوضح في تصريح لـ"سبق" أن الكولاجين هو البروتين الأساسي والأكثر وفرة في الجسم، إذ يشكل نحو ثلث إجمالي البروتين فيه، ويُعد المكون الرئيس للأنسجة الضامة كالبشرة والعظام والأوتار والأربطة، ويلعب دورًا حيويًا في الحفاظ على مرونة الجلد وتقليل ظهور التجاعيد، إضافة إلى تقوية الأنسجة ودعم المفاصل والغضاريف وتقليل آلامها، وتحسين حركة الجسم، كما يساهم في الحفاظ على كثافة العظام وصحة الشعر والأظافر ونموهما، ويعزز صحة الأمعاء وعملية التئام الجروح. وبيّن أن الجسم يحتوي على 28 نوعًا من الكولاجين، لكن هناك خمسة أنواع رئيسة، أبرزها: النوع الأول الذي يمثل 90% من كولاجين الجسم ويوجد في العظام والأوتار والجلد والأسنان، والنوع الثاني الذي يوجد في الغضاريف ويساهم في مرونة المفاصل ويؤثر على صحة القرنية، والنوع الثالث المسؤول عن مرونة الجلد والرئتين والأوعية الدموية، والنوع الرابع الذي يدعم الأغشية القاعدية في الأعضاء الحيوية، والنوع الخامس الذي يوجد في أسطح الخلايا والشعر والمشيمة. وأشار د. حسين إلى أن أسباب نقص الكولاجين تنقسم إلى وراثية ومكتسبة، ومن أبرز الوراثية: مرض "سوء تخلق العظم"، أما المكتسبة فتشمل التقدم في السن، وسوء التغذية، والتدخين، وتعاطي الكحول، وتناول السكر بكثرة، وقلة النشاط البدني، والتعرض المفرط لأشعة الشمس، وسوء النوم، واختلال التوازن الهرموني كحالات انقطاع الطمث وبعض أمراض المناعة مثل الروماتويد والذئبة. وأكد أن نقص الكولاجين يؤثر سلبًا على مرونة المفاصل وقدرتها على الحركة، ما يؤدي إلى الألم والتيبّس، ويستدعي تعويضه عبر تناول الأطعمة الغنية بالبروتين، أو المكملات الغذائية التي تأتي غالبًا على هيئة مسحوق أو شراب وتحتوي على ببتيدات غنية بالأحماض الأمينية، خاصة البرولين، والجليسين، والهيدروكسي برولين، مشددًا على أهمية فيتامين C في دعم إنتاج الكولاجين، لذلك عادةً ما تحتوي مكملات الكولاجين على هذا الفيتامين. واستشهد بدراسة نُشرت عام 2025 في مجلة Clinical and Experimental Rheumatology شملت 11 دراسة على 870 شخصًا، أظهرت أن تناول مكملات الكولاجين عن طريق الفم أدى إلى تحسّن ملحوظ في أعراض خشونة المفاصل من حيث الوظيفة والألم. ومع ذلك، أوضح أن الهيئة الأوروبية لسلامة الأغذية لا تزال تطالب بمزيد من الدراسات لدعم هذه النتائج. وحول المصادر الطبيعية للكولاجين، قال إن من أهمها الكوارع ومرق العظام، إلى جانب الأسماك ذات القشور، والمحار، واللحوم الحمراء والبيضاء، ومرق الدجاج، والخضروات الورقية، والتوت، والبيض، والمكسرات مثل الكاجو واللوز والجوز، بالإضافة إلى بذور الكتان والشيا التي تحتوي على الزنك، وفيتامين E، والدهون الصحية التي تحمي الكولاجين. وأشار إلى أن الكوارع رغم كونها غنية بالفوائد الغذائية ومصدرًا مثاليًا للكولاجين، إلا أنها قد تُسبب ضررًا كبيرًا لمرضى القلب، لذا ينبغي تناولها بحذر وتحت إشراف طبي. وختم الدكتور ضياء حسين حديثه بالتأكيد على أهمية نمط الحياة الصحي في الحفاظ على مستويات الكولاجين، مشددًا على ضرورة ممارسة الرياضة، والنوم المنتظم، وتجنّب التدخين، والحماية من أشعة الشمس، والابتعاد عن التوتر، والحد من تناول الوجبات السريعة، والحرص على نظام غذائي متوازن غني بالعناصر المغذية.