تم النشر في: 14 يوليو 2025, 8:57 مساءً في السنوات الأخيرة، انتشر مفهوم "صيام الدوبامين" على نطاق واسع، خصوصًا في الأوساط المهتمة بالتنمية الذاتية والصحة النفسية. يزعم مؤيدو هذا التوجه أن تقليل أو إيقاف التعرض للمحفزات الممتعة مثل وسائل التواصل الاجتماعي والألعاب الإلكترونية والطعام الشهي يمكن أن "يعيد ضبط الدماغ" ويزيد من التركيز والسعادة. لكن المركز الوطني لتعزيز الصحة النفسية أكد أن هذه المزاعم لا تستند إلى أساس علمي، محذرًا من التبسيط المخل لوظائف الدماغ والترويج لمفاهيم مضللة. وأوضح المركز أن الدوبامين هو ناقل ومعدّل عصبي أساسي في الجسم، ويؤدي دورًا رئيسيًا في نظام المكافأة في الدماغ، ويُفرز استجابةً لمحفزات مختلفة وليس فقط للمتعة، بل أيضًا خلال التفكير والحركة والنوم. وأضاف أن "صيام الدوبامين" كمصطلح رائج هو مفهوم غير دقيق علميًا، ولا يمكن للإنسان ببساطة أن يتوقف عن إنتاج الدوبامين، لأنه عنصر حيوي في وظائفه اليومية. وأشار المركز إلى أن التقرير العلمي الصادر عن Harvard Health Publishing أكد أن الفكرة الرائجة مبنية على إساءة فهم بيولوجيا الدماغ، وأن التوقف عن المحفزات لا يؤدي إلى "إعادة ضبط" كيميائية الدماغ كما يعتقد البعض. ومع ذلك، فإن تخفيف التعرض للمحفزات السريعة مثل استخدام الشاشات بإفراط قد يكون له أثر إيجابي على التركيز والصحة النفسية. وبيّن المركز أن نظام المكافأة في الدماغ يتأثر بالتكرار والعادات وليس فقط بالمحفزات، وأن الاستجابة لها قد تضعف مع الوقت في حال الإفراط، ما يؤدي إلى الشعور بالملل أو انخفاض المتعة. ولتطبيق فكرة التنظيم بشكل صحي، أوصى المركز بتحديد الأنشطة التي تسبب تحفيزًا مفرطًا، والبدء بتقليلها تدريجيًا، مع استبدالها بأنشطة أقل إثارة مثل القراءة أو التأمل أو المشي في الطبيعة. كما شدد على أهمية الاعتدال، مثل تخصيص أوقات قصيرة خلال اليوم للابتعاد عن الشاشات، خصوصًا قبل النوم. ولفت إلى أن هذه الممارسات لا تُغني عن مراجعة مختص نفسي عند وجود مشاكل سلوكية أو اضطرابات نفسية. وأكد المركز أن المنافع المحتملة من هذه الممارسات مثل تحسين النوم، وزيادة التركيز، وكسر العادات القهرية، لا ترتبط بـ"خفض الدوبامين" بحد ذاته، بل بإعادة التوازن السلوكي وكسر الاعتماد على المكافآت الفورية. وفي ختام حديثه، شدد المركز الوطني لتعزيز الصحة النفسية على أن ما يحتاجه الفرد ليس "صيامًا عن الدوبامين"، بل إدارة عاداته الرقمية والسلوكية بوعي وتوازن، داعيًا إلى استبدال المفهوم المضلل بمصطلح أكثر دقة هو "تنظيم المحفزات".