تم النشر في: 16 يوليو 2025, 12:10 مساءً يشهد قطاع الطيران في الشرق الأوسط تحوّلًا جذريًا نحو الاستدامة، مع بروز مطارات جديدة تطمح إلى الريادة البيئية، في مقدمتها مطار البحر الأحمر الدولي ومطار الملك خالد الدولي بالرياض، اللذان يدخلان بقوة في سباق "الحياد الكربوني"، إلى جانب مطارات عربية أخرى باتت نموذجًا للمطارات الخضراء. ويأتي هذا التوجه في إطار التزامات إقليمية ودولية تتماشى مع أهداف اتفاق باريس للمناخ، وضمن مبادرة Airport Carbon Accreditation (ACA) التابعة للمجلس الدولي للمطارات، والتي تقيس مدى التزام المطارات بخفض البصمة الكربونية عبر أربع مراحل تبدأ بالتخطيط وتنتهي بالحياد الكامل. وفي منطقة الخليج العربي، واصل مطار الشارقة الدولي تصدّر مشهد المطارات البيئية، بعدما حصل في عام 2020 على تصنيف Level 3+ Neutrality كأول مطار خليجي محايد كربونيًا، ونجح في الحفاظ على هذا التصنيف حتى عام 2025، بفضل مشاريعه في توليد الطاقة الشمسية، وتدوير المياه، وتشجير محيطه بذكاء بيئي. أما في الأردن، فقد نجح مطار الملكة علياء الدولي في تثبيت مكانته ضمن طليعة المطارات الخضراء، إذ حصل على تصنيف Level 4+ Transition، وهو الأعلى ضمن منظومة ACA، وواصل تجديد اعتماده بشكل سنوي، بعدما خفّض انبعاثاته بأكثر من 90%، واستكمل النسبة المتبقية عبر مشاريع تعويض بيئية معتمدة دوليًا. وفي البحرين، شهد مطار البحرين الدولي تقدمًا ملحوظًا في مسيرته البيئية، حيث بلغ مستوى Level 4 (Transformation) بحلول عام 2024، واقترب خلال عام 2025 من اعتماد استراتيجية لخفض الانبعاثات بنسبة 100%، من خلال استثمارات في الطاقة النظيفة والتحول الرقمي في إدارة العمليات التشغيلية. ويبرز ضمن قائمة المنافسين مطار البحر الأحمر الدولي، الذي صُمّم ليكون أول مطار في المنطقة يعمل بالطاقة المتجددة بنسبة 100% منذ لحظة التشغيل. وقد بدأ بالفعل في استقبال الرحلات خلال صيف 2025، بإدارة شركة daa International، ووفق أعلى معايير الاستدامة. ويواصل مطار الملك خالد الدولي بالرياض تنفيذ خارطة طريق تدريجية نحو "صفر كربون"، وهو مصنّف حاليًا ضمن Level 4 ACA، ويشارك في برنامج تجريبي عالمي يهدف إلى تحقيق الحياد الكامل خلال العقد المقبل، بما يعكس التزام المملكة بتطوير بنية تحتية مستدامة لقطاع الطيران المدني. ويجمع المراقبون على أن عام 2025 يمثل نقطة تحول محورية في توجه المطارات العربية نحو الاستدامة، في ظل تسارع المبادرات الإقليمية لاعتماد الطاقة النظيفة، والحد من الانبعاثات، وتحقيق متطلبات الحياد الكربوني، الذي لم يعد خيارًا بيئيًا فحسب، بل أصبح أحد أبرز معايير التنافسية العالمية في قطاع الطيران.