تحدث الدكتور ماجد بن فضي العنزي، المختص في إدارة المشاريع الهندسية، لـ”سبق” بأن رؤية المملكة 2030 تُحدث تحوّلاً جذريًا في فهم ومعالجة السلوك المروري، إذ لم تعد السلامة المرورية مجرد مسؤولية فردية تُختزل في “القيادة الآمنة”، بل أصبحت جزءًا من منظومة وطنية شاملة تُعالج البنية التحتية والتصميم والتوعية والتقنية.

وأضاف أن المخالفات لا تكون دائمًا نتيجة تهور أو جهل، بل قد تنشأ أحيانًا عن بيئة مرورية غير واضحة المعالم، تفرض ما يُعرف بـ”المرونة القسرية”، حيث يُجبر السائق على اتخاذ قرارات لحظية بسبب ضعف التنظيم أو غياب الإشارات.

وأشار إلى أن رؤية 2030 لا تعتمد فقط على العقوبات، بل تسعى لجعل السلوك الآمن هو الخيار الأسهل، وذلك من خلال تطوير الطرق، واعتماد معايير عالمية للسلامة، وتكامل الجهود بين الجهات الحكومية، مشيرًا إلى أن الوفيات المرورية انخفضت بنسبة 57% منذ انطلاق الرؤية في عام2016 وحتى نهاية عام 2024 كما انخفضت معدلات الإصابات الخطرة لأكثر من 7% في الفترة نفسها بفضل البرامج الوطنية مثل “ساهر” والاستراتيجية متعددة القطاعات.

واختتم الدكتور العنزي بالتأكيد على أن السلامة ليست شعارات أو كاميرات رصد، بل ثقافة تُبنى بالتعليم والتصميم الواعي والوعي المجتمعي، وهو ما تسعى إليه رؤية المملكة، للوصول إلى شوارع أكثر أمانًا وسلوك قيادة أكثر وعيًا.