حين تتقدّم المملكة بخطى واثقة نحو تطوير قطاعاتها المتخصصة، يبرز المزاد الدولي لمزارع إنتاج الصقور كنموذج متكامل يجمع بين التمكين المحلي والانفتاح الدولي، ويجسّد توجهات تنموية تستثمر في هذا الإرث العريق وتحوله إلى قطاع اقتصادي واعد.في أقصى شمال العاصمة، وتحديداً في «مَلهم»، يتشكّل مشهد يعكس نضج قطاع إنتاج الصقور، عبر فعالية واسعة النطاق تُنظَّم باحترافية عالية، وتستقطب مزارع إنتاج رائدة من مختلف دول العالم. هذا الحدث لا يقتصر على عرض واقتناء الصقور، بل يخلق بيئة تنافسية تحفّز السوق، وتفتح آفاق النمو، وتبني روابط متينة بين المنتجين والمشترين.ومنذ انطلاقته، استطاع المزاد؛ الذي يقام في مقر نادي الصقور السعودي، أن يوفّر بيئة احترافية تجمع المنتجين والمربين والهواة من مختلف الدول، مانحاً مزارع الإنتاج السعودية حضوراً قوياً في سوق مفتوحة تتسم بالشفافية والتنظيم العالي. وقد نجح في ترسيخ مكانته كمنصة موثوقة لعرض سلالات ذات جودة عالية.ما يميز هذه الفعالية هو دقة التنظيم وتنوع الأجنحة وجاذبية التجربة التي تمزج بين الإنتاج والعرض المباشر، ضمن إطار يتسم بالكفاءة والانضباط، والتكامل بين الجوانب الفنية والاقتصادية. هذه العناصر تعكس فهماً عميقاً لطبيعة القطاع، وحرصاً على تطويره بما يلبي تطلعات المربين والصقارين.ويمثل المزاد نافذة إستراتيجية لدعم المنتج المحلي ودفعه إلى انتشار أوسع، كما يمنح أصحاب المزارع الوطنية فرصاً متجددة للوصول إلى مستثمرين وجمهور متخصص.كما يتجاوز دور المزاد حدود البيع والاقتناء، ليقدِّم جانباً تثقيفياً وتوعوياً من خلال جناح «صقّار المستقبل» والعروض التفاعلية التي تعرّف بأساليب التربية والرعاية، وتسهم في ترسيخ الوعي البيئي وتعميق الفهم العام للعلاقة بين الإنسان والصقور.وفي كل عام، تمضي المملكة خطوة جديدة نحو الريادة في هذا القطاع، فاتحةً أمام المنتجين والمستثمرين مسارات واعدة ترتكز على الجودة والثقة والبعد الثقافي العميق، ليغدو المزاد مشروعاً مستداماً يجمع بين الانتماء والابتكار، ونافذةً يطل منها العالم على موطن الصقور. أخبار ذات صلة