عرب وعالم / السعودية / عكاظ

ثقيلة دم

•• كنت أظنه يحيا حياة طيبة في بيت من «الترف».. كنت أظنه مطمئناً يستمتع بحس بيت مشمس بجماله وضيائه.. كنت أظنه في حديقة غنَّاء يشتم منها رائحة أزهارها.. إلى أن جاءني يحمل دموعه على كفيه لتحوُّل بيته الهانئ إلى سلسلة يومية من الدمار النفسي يصيب بالشلل الرباعي.. يقول: «أعيش في كابوس يومي ينخفض فيه صوتي الإنساني بهدير مزعج يلتصق أزيره بأذنَي».

•• في ظلمة جريئة وشمس ضعيفة، ومحاذاة للسعادة والاستقرار؛ هناك نساء يسابقن الأوقات والأيام ليأخذن من يشاركهن البيت لما وراء البوح والكلام.. يستدعين النحيب لعش يحلم بالهدوء.. ينشرن الكآبة بين أطرافه وأركانه بلا تفكير أو ندامة.. يتلذذن برؤية داء «المرارة» يسكنّ أرواح قاطنيه.. يستجلبن الغموم لتعمَّ قلوب ساكنيه.. تلك المرأة تسدّد بقايا فاتورة مرضها النفسي بأناقة نعل جِلْدَه أسود مطرز بالكراهية.

•• وهناك ربة بيت طروبة لتغريدات طيور الصباح؛ هي منحة حياتية لزوجها وأبنائها.. توزع أزهار المسرّات على أركان بيتها وجدرانه.. ماهرة في عش الأسرة فتنسجه قشة قشة.. تبني لهم قصراً فيروزياً من الشوق، وتحمل لهم «أُصصاً» من البهجة تليق بهم.. إنها سيدة البيت المثالية الفاركة على جباه أهل بيتها الحبور والسرور، ليتمتعوا بأحلام جميلة داخل قصر بنته بأصابع هادئة.

•• في أجيال سابقة؛ كانت البيوت بأيدي نساء يعرفن أصولها وقيمة محتوياتها من البشر.. وحين تغيّر الزمان بوجود ما يسمى «السوشيال ميديا»؛ ظهرت نساء ولدن في عصر «الإنترنت»، بيوتهن «حدوته» تنتشر أسرارها وتفاصيلها على الملأ.. وعندما أصبحت البيوت مليئة بالمفاجآت المتلاحقة والتحديات المتزايدة؛ تجاوز ساكنوه البلاهة إلى الهيافة.. أولئك نساء يتعاطين الغباء وثقل الدم فتحوّلت البيوت الهانئة إلى عش للهايفين بامتياز.

ربات البيوت بين النباهة والتفاهة:

هناك نساء يأخذن أهل بيوتهن لما وراء البوح

نساء يسدّدن فاتورة أمراضهن النفسية بأناقة نعل

وهناك ربات بيوت هن منحة حياتية لأسرهن

ربات يحملن لبيوتهن «أصصاً» من الحبور والسرور

أخبار ذات صلة

 

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عكاظ ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عكاظ ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا