إنه لوحة بألوان الاحتلال:
أسودُ القصف.
أحمرُ النزف.
أبيضُ النعش،
ورماديُّ الغيمِ الذي لا يمطر.
الفلسطينيون لا يموتون قصفاً ولا تفجيراً فقط، ولا بفعل مسيرةٍ آثمة، ولا برصاص طائرةٍ أو جنزير دبابة بل يموتون جوعاً أيضاً.
يموتون بنقصِ الأدوية.
يموتون بصمتٍ، بصبرٍ، بانتظارٍ طويلٍ يشبه المقابر.
يموتون بأيادٍ إسرائيلية، تمتدّ من الحصار حتى رغيف الخبز.
من الحصار إلى جرعة الدواء.
يموت الطفل هناك قبل أن يكبر حلمه.
تموت الأم وهي تحتضن رضيعاً لا تعرف كيف تُطعمه. يموت العجوز بين جدران المستشفى المؤجل. بين شريانٍ ينتظر أنبوبة مصلٍ لا تصل، وفمٍ عطشٍ إلى نَفَسٍ لا تمنحه السماء المزدحمة بالطائرات.
يموت الفلسطيني وهو يتذكّر أشجار زيتونه التي قُطعت، ويموت وهو يُخبئ مفاتيح بيته في المنفى.
يموت وهو يشرح لابنه معنى «العودة»،
ثم يموت الأب، ويبقى المعنى معلّقاً في فم طفلٍ لا يعرف كيف تُغرس البلاد في القلب.
يموت الفلسطيني كلّ يوم،
ولا يموت أبداً،
لأن كل موتٍ هناك يلد حكاية، وكل حكايةٍ هناك تلد غضباً، وكل غضبٍ يلد مقاومة،
وكل مقاومةٍ هناك... تلد فلسطين.
فأيّ أصنافٍ للموت تلك التي لم يذقها الفلسطيني؟
من الحصار إلى السرطان.
من الرصاصة إلى التجويع،
ومن الهدم إلى الخذلان.
لكن رغم ذلك.
ما زال يُولد طفلٌ فلسطيني كل دقيقة،
وفي عينيه سؤال لا تمحوه الحروب:
متى تعود البلاد؟
أخبار ذات صلة
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عكاظ ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عكاظ ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.