تم النشر في: 08 سبتمبر 2025, 2:14 صباحاً تزخر السواحل الشمالية الغربية لتونس، لا سيما مدينة طبرقة بمحافظة جندوبة، المعروفة بـ"عاصمة المرجان الأحمر"، بثروة بحرية نادرة تُعدّ من الأهم في حوض البحر الأبيض المتوسط، وهي الشعاب المرجانية الحمراء التي تمثل موردًا بيئيًا واقتصاديًا بالغ القيمة. ويحظى المرجان التونسي بسمعة عالمية بفضل لونه الأحمر القاني وجودته العالية، ما يجعله مطلوبًا في صناعة الحُليّ والتحف الفنية الفاخرة، خاصة في الأسواق الأوروبية والآسيوية والعربية. وتُعد مصنوعات المرجان من أبرز الحرف التقليدية التي ارتبطت بالهوية التونسية على مر العقود. ووفق بيانات وزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري، يتركز المخزون المرجاني أساسًا في أعماق تتراوح بين 20 و100 متر قبالة سواحل طبرقة، حيث تنتشر الشعاب بكثافة وتشكل موطنًا بيئيًا غنيًا بالكائنات البحرية ومصدرًا مهمًا للتنوع البيولوجي. ورغم تاريخه الطويل في الاستغلال التجاري، يخضع استخراج المرجان اليوم لرقابة صارمة عبر تراخيص سنوية محدودة تُمنح للغواصين المحترفين فقط، حفاظًا على استدامته. ويبلغ الإنتاج السنوي حاليًا نحو 3 إلى 4 أطنان فقط، مقارنةً بما كان يتجاوز 20 طنًا في ستينيات القرن الماضي قبل فرض الضوابط البيئية. وتحقق صادرات المرجان التونسي عائدات تتراوح بين 10 و12 مليون دينار سنويًا (3.5 – 4 ملايين دولار)، ما يجعله موردًا اقتصاديًا نادرًا ومرتبطًا بالحرفية والبعد البيئي في آن واحد. وتعمل السلطات التونسية، بالتعاون مع منظمات دولية، على تعزيز البحث العلمي حول المرجان وتطوير برامج فعّالة لحمايته، من بينها السعي لإدراج طبرقة ضمن الشبكة العالمية للمحميات البحرية نظرًا لخصوصية نظامها البيئي.