توصلت دراسة بريطانية رائدة إلى تطوير فحص جديد بتقنية الرنين المغناطيسي (MRI) لتشخيص سرطان البروستاتا يستغرق 15 دقيقة فقط، أي نصف المدة التي يتطلبها الفحص التقليدي، وبتكلفة أقل بنسبة 47%، مع الحفاظ على الدقة نفسها في الكشف عن المرض. هذا الإنجاز، الذي يُعد خطوة كبيرة نحو إطلاق برنامج فحص وطني لسرطان البروستاتا في المملكة المتحدة، قد يغير الممارسات السريرية ويعزز إتاحة الفحص لملايين الرجال. الفحص الجديد لا يتطلب الصبغة وأظهرت التجربة، التي أُجريت في 22 مستشفى عبر 12 دولة بمشاركة 555 مريضا تراوح أعمارهم بين 59 و70 عاما، أن فحص الرنين المغناطيسي ثنائي المراحل (biparametric MRI) يساوي في دقته الفحص ثلاثي المراحل (multiparametric MRI) القياسي، الذي يتضمن حقن صبغة ويستغرق من 30 إلى 40 دقيقة ويكلف حوالى 273 جنيها إسترلينيا في الخدمة الصحية الوطنية (NHS)، كما أن الفحص الجديد الذي لا يتطلب الصبغة يقلل من الحاجة إلى وجود طبيب أثناء الفحص، ما يوفر الوقت والموارد. وأكد الباحثون من جامعة كوليدج لندن ومستشفى كوليدج لندن الجامعي أن الفحص الجديد كشف عن سرطان البروستاتا المهم في 29% من الحالات، وهي النسبة ذاتها التي حققها الفحص التقليدي. وتأتي هذه النتائج في إطار تجربة Prime التي تم تمويلها من قبل مؤسسة جون بلاك الخيرية ومؤسسة سرطان البروستاتا في المملكة المتحدة، ونُشرت في مجلة الجمعية الطبية الأمريكية (JAMA). 4 ملايين فحص سنويا وقال الأستاذ المشارك فيريو كاسيفيسفاناثان، الباحث الرئيسي في التجربة: «مع تزايد الطلب على فحوصات الرنين المغناطيسي لتشخيص سرطان البروستاتا، الذي يصل إلى حوالى 4 ملايين فحص سنويا على مستوى العالم، فإن هذا الفحص الجديد سيحدث فرقا كبيرا من خلال تقليل الوقت والتكلفة ومتطلبات الموارد البشرية»، مضيفا أن هذا التقدم سيجعل الفحص متاحا لعدد أكبر من الرجال في الوقت المناسب. 12 ألف وفاة سنويا في بريطانيا ويُعد سرطان البروستاتا الأكثر شيوعا بين الرجال في المملكة المتحدة، حيث يتم تشخيص حوالى 56 ألف حالة وتسجيل 12 ألف وفاة سنويا. وعلى الرغم من أن فحوصات الرنين المغناطيسي أحدثت ثورة في تشخيص المرض خلال العقد الماضي، إلا أن 62% فقط من الرجال الذين كانوا بحاجة إلى فحص الرنين المغناطيسي في إنجلترا وويلز حصلوا عليه في عام 2019، وفقا لأحدث البيانات المتاحة. وأعرب وزير الصحة البريطاني ويس ستريتينج عن دعمه لهذا البرنامج، مشيرا إلى أهمية الفحص المبكر لمنع آلاف الوفيات غير الضرورية. كما حظي الاقتراح بدعم رئيس الوزراء السابق ريشي سوناك وعدد من السياسيين البارزين. من جهته، قال مدير الأبحاث في مؤسسة سرطان البروستاتا في المملكة المتحدة الدكتور ماثيو هوبز: «نتائج تجربة Prime تمثل خطوة كبيرة نحو جعل فحوصات الرنين المغناطيسي أكثر كفاءة، ونتوقع أن تساهم التجارب الجارية في تغيير الممارسات الطبية في جميع أنحاء البلاد». موعد تطبيق تجربة الفحص ومن المقرر أن تبدأ تجربة Transform، وهي أكبر تجربة فحص لسرطان البروستاتا منذ 20 عاما، في وقت لاحق من هذا العام، بهدف تحديد أفضل طريقة لفحص الرجال وتوفير الأدلة اللازمة لتطبيق برنامج فحص وطني، ويأمل الباحثون أن يؤدي هذا التقدم إلى تحسين الكشف المبكر عن سرطان البروستاتا وتقليل الحاجة إلى الخزعات غير الضرورية، ما يعزز جودة الحياة لملايين الرجال. أخبار ذات صلة