عرب وعالم / السعودية / صحيفة سبق الإلكترونية

مغامرة "نتنياهو" في قطر.. نتائج عكسية وكارثة دبلوماسية عزلته دولياً

تم النشر في: 

14 سبتمبر 2025, 5:59 صباحاً

في خطوة محفوفة بالمخاطر، أمر رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بشن ضربة جوية على الدوحة في قطر، موجهاً إياها نحو اجتماع سري لكبار قادة حماس، وكان الهدف قتل هؤلاء القادة لتحقيق "النصر الكامل" ضد الحركة التي شنت هجوماً دامياً على إسرائيل في 7 أكتوبر ، وإجبارها على الاستسلام بعد نحو عامين من الدمار في غزة، لكن الفشل الواضح للعملية أدى إلى نتائج عكسية تمامًا، وأثار غضباً قطرياً وعربياً، وألقى بظلال على مفاوضات وقف إطلاق النار، مما يهدد حياة 20 رهينة إسرائيلياً ما زالوا أحياء في غزة، وهذه المغامرة، التي كانت تهدف إلى تعزيز صورة النصر، تحولت إلى كارثة دبلوماسية تعزل نتنياهو دولياً، وسط توترات متصاعدة مع واشنطن ودول أوروبية.

أمل النصر

ومع تزايد الإشارات إلى نجاح قادة حماس في النجاة، أصبحت رؤية نتنياهو لإبادة الحركة تبدو بعيدة المنال، فالضربة أسفرت عن مقتل خمسة أعضاء منخفضي المستوى في حماس وحارس أمن قطري، لكن الهدف الرئيسي – اجتماع لمناقشة اقتراح أمريكي للهدنة – نجا دون إصابات، وفقاً لتصريحات الحركة، وهذا الفشل يعمق الشقوق داخل الائتلاف الإسرائيلي المتشدد، حيث يضغط اليمين المتطرف لتوسيع العمليات في غزة، رغم معارضة الجيش والرأي العام، وفقًا لـ"أسوشيتد برس".

ويُعد الهجوم الإسرائيلي الذي امتد 23 شهراً في غزة ناجحاً جزئياً في القضاء على قيادات محلية، لكنه فشل في كسر النواة الخارجية، ويرى خبراء مثل هاريل خوريف من جامعة تل أبيب أن نجاحاً في قطر كان سيمنح نتنياهو "صورة انتصار" رمزية، تسمح له بإعلان تدمير حماس، واليوم، يبدو ذلك وهماً، إذ أدى الإخفاق إلى إغلاق قنوات التفاوض، وفقدان دعم قطري حاسم للمفاوضات.

قناة محترقة

وقطر، الحليفة الأمريكية الرئيسية، كانت الوسيط الأساسي في هدنتين سابقة أدتا إلى إطلاق 148 رهينة إسرائيلياً مقابل آلاف السجناء الفلسطينيين، وإسرائيل، رغم شكاواها من تساهل الدوحة مع حماس، حافظت على هذه القناة مفتوحة حتى الثلاثاء الماضي، والآن، يُعلن الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، رئيس الوزراء القطري، أن المحادثات الحالية غير صالحة، مع اتهامات لإسرائيل بتجاهل مصير الرهائن لأسباب سياسية داخلية.

وفي خطاب أمام مجلس الأمن الدولي الخميس الماضي، وصف الشيخ محمد نتنياهو بالتخلي عن الرهائن لإرضاء متطرفيه، مشدداً على استعداد قطر لاستئناف الوساطة دون تفاصيل، وفي واشنطن، التقى الشيخ محمد الخارجية ماركو روبيو يوم الجمعة، في محاولة لإنقاذ التوازن بين حلفاء المنطقة، وسط زيارة مخططة لروبيو إلى إسرائيل.

توتر أمريكي

ورغم الدعم الأمريكي الراسخ لإسرائيل منذ تولي الرئيس دونالد ترامب المنصب، أعرب ترامب عن غضب شديد من الضربة، مؤكداً للقطريين عدم تكرارها، ولم يحدد إجراءات عقابية، لكنه أشار إلى ضغوط محتملة لوقف الحرب، ونتنياهو، بدوره، هدد بمزيد من العمليات إذا استمرت الدوحة في استضافة قادة حماس، مرسلاً رسالة واضحة: "لا مكان آمن لكم".

وتستمر إسرائيل في دفع هجومها الموسع نحو غزة، مع أوامر إخلاء لمليون شخص في المدينة قبل غزو متوقع، وتجاهلت حكومة نتنياهو دعوات الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي لوقف التصعيد، وسط خطط غربية للاعتراف بدولة فلسطينية، ويرى محللون مثل جايل تالشير من الجامعة العبرية أن ترامب وحده قادر على تغيير المسار بقوله "كفى".

ولا يهدد هذا الإخفاق مستقبل نتنياهو السياسي فوراً، إذ يدعمه ائتلافه المتشدد بكل قوة، لكنه يعمق عزلته عن ثلثي الإسرائيليين الذين يطالبون بصفقة رهائن وإنهاء الحرب، وعائلات الأسرى، مثل عيناف زانغاوكر التي يُحتجز ابنها ماتان، تعبر عن رعبها من فقدان آخر الفرص، فهل سينجح نتنياهو في تحويل هذا الفشل إلى انتصار، أم أن هجوم قطر سيكون القشة التي تقصم ظهر السلام الإقليمي؟

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا