14 سبتمبر 2025, 11:15 صباحاً
يعد الغمر في الماء المثلج بالنسبة للرياضيين وعشاق التمارين الرياضية ممارسة شائعة، نظرا لأنها تحمل فوائد صحية متعددة، وقد يكون لها تأثيرًا إيجابيًا على الجسم والعقل، لكن هل يفيد ذلك عضلاتهم أم يضرها؟
لاعب التنس البريطاني المعتزل والمصنف الأول عالمياً سابقا آندي مورايف، كان بعد كل مباراة يستحم ويتناول قسطٍ من الطعام والشراب، ثم الذهاب لجلسة تدليك، وينهي ذلك بالجلوس في حوض استحمامٍ مليء بالماء المثلج، تتراوح درجة حرارته بين 8 و10 درجات مئوية.
وبالمثل، اعتادت جيسيكا إينيس هيل، بطلة مسابقات السباعي لألعاب القوى المعتزلة على غمر جسدها بالماء البارد لمساعدة عضلاتها على التعافي.
قد يوحي نجاح الرياضيين وغيرهم ممن يتبعون الطريقة نفسها بعد التدريبات، بأن الماء البارد علاجٌ فعالٌ للعضلات، لكن ثمة أدلة تثبت وجود تأثير سلبي لهذه الوسيلة المؤلمة، وهناك اعتقاد سائد بأن غمر الجسم في ماء مثلج يُسّرع من عملية تعافي العضلات بعد التدريبات الشاقة، إذ أن درجة الحرارة المنخفضة من شأنها أن تضيّق الأوعية الدموية، وبالتالي تقلل من تدفق الدم، وأيضاً من أعراض التهاب أنسجة العضلات.
الكثيرُ من الناس لاحظ أن أكياس الثلج تساعد في تخفيف الألم والتورم، الناتج عن تمزق العضلات، وفي إحدى الدراسات، نُصِح المشاركون بوضع ساقٍ واحدةٍ في الماء المثلج بعد إجهاد العضلات في الجري، وترك الأخرى في الخارج، وبالفعل أثبت ذلك تحسن الورم في الساق التي وضعت في الماء المثلج.
وقد يجدي تخفيف الألم لبعض الوقت نفعاً مع أغلب الناس، لكن بالنسبة للرياضيين المحترفين، والهواة الحريصين على بناءِ وتقويةِ العضلات، فإن محاولات تخفيف أعراض الالتهاب بهذه الطريقة قد تأتي بنتائجٍ عكسية.
ومن المعروف أن غمر الجسم في الماء البارد يقلل تدفق الدم، ما يُبطّئُ من عمليةِ بناءِ البروتين اللازم لنمو العضلات، إذ تعيد العضلة بناء نفسها بعد الإصابة أو التمزق. ولأن الالتهاب يسبب الآلام، فقد يعمد الناس إلى تقليل الالتهاب لتخفيف الشعور بالألم، وهناك بعض الأدلة تشير إلى أن تخفيف الالتهاب يعيق استشفاء وبناء العضلات.
تضاربت نتائج الدراسات التي أجريت حول استخدام مضادات الالتهاب، مثل "أيبوبروفين"، وخلص البعض منها إلى أنه في حين سيشعر المريض بالراحة إذا خفّ الألم، فإن الحدّ من أعراض الالتهاب قد يُبطّئ عملية تجدد خلايا العضلات.
وخلص مسح علمي لأفضل الدراسات في هذا الصدد إلى أن بعض الالتهابات تفيد الجسم، ولا يفضل القضاء على استجابة الجسم لها. لكن ثمة تساؤلات حول القدر المناسب من الالتهاب الذي يفيد الجسم، ومتى يكون الالتهاب فعالاً أثناء عملية استبدال الأنسجة التالفة وتكوّن العضلات؟
وتتوقف مدى فعالية الالتهاب في بناء العضلات على عمر الشخص، فعندما تناول بعض كبار السن، الذين تتجاوز أعمارهم 65 عاماً، مضادات التهاب أثناء ممارسة التمرينات، في إطار برنامجٍ تدريبي مدته 12 أسبوعا، زاد حجم عضلاتهم، مقارنة بمن تناولوا عقاراً وهمياً، ويعني هذا أن مضادات الالتهاب مع التمرينات الشاقة تزيد من نمو العضلات، على الأقل مع الرياضيين الأكبر سناً، لكن هذا يختلف مع الرياضيين الأصغر سناً، الذين اعتادوا ممارسة الرياضة أكثر من غيرهم، إذ يمكن أن تعيق مضادات الالتهاب استعادة عضلاتهم لقوتها.
ولغمر الجسم في الماء البارد نفس الأثر، على الرغم من أن استخدام الثلج كان فعالاً بصورة أكثر وضوحاً في الحيوانات. وعندما وُضع الثلج على عضلاتِ فأرٍ يخضع للتجربة تحت تأثير التخدير، قلّ الالتهاب لديه، ولم تقل سرعةُ تجدد خلايا العضلات.
وكشفت إحدى الدراسات، أن مشاركون في تدريبات بناء العضلات وزيادة القوة كانوا يغمرون أجسامهم في ماء ثلج على مدار 3 أشهر، بعد الانتهاء من التدريبات، تباطأت الزيادة في حجم العضلات وقوتها، مقارنةً بأولئك الذين لم يستخدموا الماء المثلج.
أما الدراسات التي خُير فيها المشاركون بين الجلوس في الماء المثلج بعد التدريب أو الراحة، فكانت قليلة، وأجريت على فترات متباعدة.
ونشر فريق من الباحثين من 3 دول، أستراليا، والنرويج، واليابان دراسة، شارك فيها 9 رجال بنشاط تمرين بناء وتقوية العضلات على مدار 45 دقيقة، قارنوا فيها بين غمر الجسم في ماءٍ مثلجٍ وبين ممارسة التمرينات الخفيفة، وليس الراحة، بعد ممارسة التمرينات الرياضية الشاقة.
في الأسبوع الأول، كانوا يغمرون الجزء الأسفل من أجسامهم حتى الخصر في مغطس مطاطي مليء بالماء البارد، لمدة عشر دقائق بعد الانتهاء من التمرينات، ولم يُسمح لهم بالاستحمام قبل مرور ساعتين على الأقل من انتهاء الحمام البارد، للاحتفاظ ببرودة العضلات لفترةٍ أطول.
وفي الأسبوع التالي، كانت الخطوات اللاحقة للتمرينات أيسر وأخف ألماً، فكان عليهم التدرب على الدراجة الثابتة بوتيرة أبطأ لمدة عشر دقائق فقط.
وأخذ الباحثون عينات دم من المشاركين، في أوقات متفرقة، قبل التمرين والجلوس في الماء المثلج وبعدهما، كما أخذوا عينيتين من أنسجة عضلة الفخذ، إحداهما بعد 24 ساعة والأخرى بعد 48 ساعة من غمر الجسم في الماء البارد أو ركوب الدراجة.
وكما هو متوقع، زادت دلالات وجود الالتهابات واستجابة الجسم لإجهاد العضلات بعد التدريبات، لكن لم يُحدث الماء البارد أي تأثيرٍ على مستويات الالتهاب، فلم يقلل الماء البارد من الالتهاب.
يرى جوناثان بيك قائد فريق الباحثين في هذه الدراسة من جامعة كوينزلاند للتكنولوجيا، وفقا لما نقلته "bbc"، أنه يجب على اللاعبين إعادة النظر في ممارساتهم الرياضية، مشيرا في الوقت نفسه أنه لم ينكر أن الماء البارد يفيد في تسريع التعافي أثناء المنافسات الرياضية الكبرى، ولكنه ليس مفيداً إن كنت تريد أن تحصل على عضلات قوية على المدى البعيد.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة عاجل ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة عاجل ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.