تم النشر في: 17 سبتمبر 2025, 6:07 صباحاً يجتاح جيش الاحتلال الإسرائيلي مدينة غزة، المكتظة بمئات الآلاف من السكان، بعد قصف جوي عنيف استمر طوال الليل، وتسبب الهجوم في فوضى عارمة ودفع السكان للفرار من المنطقة الحضرية المدمرة، وسط أزمة إنسانية متفاقمة بفعل حرب استمرت قرابة عامين، وتبرر إسرائيل العملية بالسعي إلى تحرير رهائن أسرتهم حماس، ومنع مسلحيها من إعادة تنظيم صفوفهم، فيما يواجه السكان المدنيون واقعًا مروعًا من الخوف والنزوح. الأزمة الإنسانية وأعلن الجيش الإسرائيلي بدء "عمليات برية موسعة" في مدينة غزة، بمشاركة ثلاث فرق عسكرية من القوات النظامية والاحتياط، بعد أسابيع من التحضيرات، حيث يقدر الجيش وجود نحو 2000 مقاتل من حماس في المدينة، ووفقًا للمتحدث العسكري العميد إيفي ديفرين، فإن العملية قد تستغرق أشهرًا لتحقيق أهدافها المتمثلة في تحرير الرهائن وهزيمة حماس، ومع ذلك، يبقى نجاح هذه العملية محل شك، إذ فشلت هجمات إسرائيلية سابقة في إجبار حماس على الاستسلام، وفقًا لصحيفة "نيويورك تايمز". وتشهد مدينة غزة، التي يقطنها حوالي نصف مليون نسمة، دمارًا واسعًا بفعل القصف الجوي المكثف، ووصفت مصادر محلية مشاهد الذعر بين السكان، حيث أسفرت الغارات عن مقتل أكثر من 20 شخصًا وإصابة العشرات، وقال منتصر بهجة، معلم سابق يحتمي في شقة بالقرب من الساحل: "الموت أرحم مما نعيشه"، ومع أوامر الإخلاء الإسرائيلية، غادر نحو 350,000 شخص المدينة، لكن العديد من السكان، مثل بهجة، يفتقرون إلى الموارد للنزوح، مما يفاقم معاناتهم. انتقادات حادة وأثارت العملية انتقادات دولية حادة، ووصفت لجنة تابعة للأمم المتحدة انتهاكات إسرائيل بأنها إبادة جماعية، وهو اتهام رفضته إسرائيل بشدة، مؤكدة أن هدفها هو حماس وليس المدنيون، كما أدانت بريطانيا، عبر وزيرة خارجيتها يفيت كوبر، الهجوم ووصفته بالمتهور، محذرة من تفاقم الخسائر البشرية وتعريض الرهائن للخطر، حتى ألمانيا، الحليف التقليدي لإسرائيل، عبرت عن قلقها، إذ اعتبر وزير خارجيتها يوهان فاديفول أن إسرائيل على الطريق الخاطئ. وتتوقع القوات الإسرائيلية مقاومة من حماس عبر هجمات عصابات داخل المدينة، بدلاً من مواجهات مباشرة. وتظهر صور الأقمار الصناعية تحركات المركبات المدرعة الإسرائيلية حول غزة، مع تقدم حذر خوفًا من إصابة الرهائن، وقد وافقت الحكومة الإسرائيلية على خطة الاجتياح في أغسطس، بعد تدمير أجزاء واسعة من حي الزيتون، مما يعكس خطة طويلة الأمد للسيطرة على المدينة. انقسام داخلي وفي إسرائيل، أثارت العملية انقسامًا حادًا، ويرى البعض أنها خطوة حاسمة للقضاء على حماس، بينما يخشى آخرون، بما في ذلك أقارب الرهائن، من تعريض حياة الجنود والرهائن للخطر. وتظاهر العشرات خارج منزل رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، معبرين عن إحباطهم من سياسات الحكومة، وقال أحد المتظاهرين، ميخائيل جلعاد: "لا أحد يهتم بنا، لا الرهائن ولا الجنود"، فهل ستتمكن هذه العملية من تحقيق أهدافها، أم ستزيد من تعقيد الصراع؟