في مشهد يعكس قيادة المملكة وريادتها في المبادرات الإنسانية التي يعود نفعها على الإنسان العربي الذي حُرم من التعليم والمعرفة والثقافة بسبب الأزمات والكوارث والحروب، وجدت المبادرة السعودية في عقد «يوم إعلامي»، بالعاصمة التونسية في الثاني عشر من سبتمبر الماضي، في مقر المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم «الألكسو»، تفاعلا إيجابيا من الدول العربية وتلك التي تعاني الأزمات والنزاعات والكوارث.«اليوم الإعلامي»، عكس فاعلية رئاسة المملكة للمجلس التنفيذي للمنظمة ودورها في رعاية مصالح جميع الدول وأتى بمبادرة من المملكة لتسليط الضوء على جهود العمل العربي المشترك الذي بدأ قبل 15 شهرا، حين أقر المجلس التنفيذي والمؤتمر العام لـ«الألكسو» في اجتماعيهما بمدينة جدة في مايو 2024م، مقترح ليبيا بإدراج بند دائم للأوضاع التربوية والثقافية والعلمية للدول في حالة النزاعات والأزمات والكوارث والطوارئ على جدولي أعمالهما، لتتبع ذلك مبادرات نوعية قادتها المملكة بتشكيل لجنة مختصة ومن ثم عقد يوم إعلامي لرصد الأضرار والحاجات وآلية الاستجابة لذلك.-----مقترح وزير الثقافة: بناء مجلس قوي لـ«الألكسو»-----انعقاد «اليوم الإعلامي» يأتي بمقترح من السعودية، امتدادا لتوجيهات وزير الثقافة رئيس اللجنة الوطنية للتربية والعلوم والثقافة رئيس المؤتمر العام لمنظمة «الألكسو» الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان، في بناء مجلس تنفيذي قوي للمنظمة بما يمنح اهتماما أكبر ورعاية أشمل للدول العربية الشقيقة التي تواجه النزاعات والأزمات والكوارث والطوارئ، إلى جانب تطوير مجالات التربية والعلوم والثقافة، لتحقيق مبادئ العمل الجماعي المشترك بما يعزز الروابط بين الدول العربية الشقيقة ضمن منظمة «الألكسو».وفي فعالية هي الأولى من نوعها منذ تأسيس المنظمة قبل 55 عاما، شهدت «الألكسو» في 12 سبتمبر الماضي في تونس، بمشاركة جميع الدول العربية الأعضاء، انعقاد أعمال «اليوم الإعلامي» لرصد الحاجات والأضرار اللاحقة بالأوضاع التربوية والثقافية والعلمية في الدول العربية التي تعاني النزاعات والأزمات والكوارث والطوارئ، واستعرض «اليوم الإعلامي» الذي تبنته الدول العربية، وتفاعلت معه، تجربة ورؤى الدول العربية إزاء هذه الأوضاع الاستثنائية.وفي الوقت الذي لاقى فيه «اليوم الإعلامي» تفاعلا وتقديرا من جميع الدول العربية المشاركة لمقترح المملكة بتسليط الضوء على تحديات الدول التي تمر بظروف مريرة، استعرض «اليوم الإعلامي» تقارير عن حالات عدد من الدول التي تعاني الأزمات والحروب، واستعرضت كل من دول فلسطين والسودان واليمن أثر الحروب والنزاعات على مجالات التربية والثقافة والعلوم، فيما كانت الأرقام حاضرة لتدل على حجم الضرر ومستوى الحاجات التي تستدعي مساندة المنظمة بدولها كافة.----عمل عربي تكاملي----شكلت رحلة إدراج بند في جدولي أعمال المجلس التنفيذي والمؤتمر العام للمنظمة، قبل 15 شهرا، مرورا بموافقة المجلس التنفيذي على مقترح المملكة في مايو 2025م، بإنشاء لجنة برئاسة لبنان وعضوية 10 دول السعودية، السودان، سورية، الصومال الفيدرالية، فلسطين، قطر، ليبيا، مصر، المغرب، واليمن، ومن ثم موافقة المجلس على مقترح المملكة بعقد «اليوم الإعلامي»، عملا عربيا تكامليا شاركت فيه الدول المعنية في اللجنة ودعمته الدول الأعضاء في المجلس التنفيذي، حتى أتى انعقاد «اليوم الإعلامي» الذي يستهدف رصد الحاجات والأضرار اللاحقة بالأوضاع التربوية والثقافية والعلمية في الدول العربية التي تعاني النزاعات والأزمات والكوارث والطوارئ، في إطار متابعة تنفيذ قرارات المجلس التنفيذي، بهدف تعزيز العمل على التواصل والتنسيق مع الدول المعنية، وتحديد حاجاتها الفنية والمالية، ووضع خطة للاستجابة لذلك.----هاني المقبل: عمل كامل متكامل----رئيس المجلس التنفيذي لمنظمة «الألكسو» ممثل المملكة هاني بن مقبل المقبل أكد أن انعقاد «اليوم الإعلامي» لرصد الحاجات والأضرار اللاحقة بالأوضاع التربوية والثقافية والعلمية في الدول العربية التي تعاني النزاعات والأزمات والكوارث والطوارئ، يسلط الضوء على ما يمكن أن يُقدم من موازنات ومن دعم من خلال التركيز على الدول التي تواجه تحديات وصراعات وطوارئ وأزمات، وكذلك الدول ذات الخصوصية.وأشار المقبل إلى أن هذه الدول بحاجة اليوم للمجلس التنفيذي والمنظمة أكثر من أي وقت مضى، مقدما شكره للجنة متابعة الأوضاع التربوية والثقافية والعلمية للدول في حالة النزاعات والأزمات والكوارث والطوارئ، وما عملته من جهد كبير حتى انعقاد «اليوم الإعلامي»، مؤكدا أن العمل العربي المتكامل في هذا الصدد بدأ من دولة ومن ثم اقترحت دولة أخرى لجنة، ومن ثم ترأست دولة أخرى تلك اللجنة، حتى أصبح عملا كاملا متكاملا لخدمة أعمال المنظمة، يشارك فيه مع انعقاد اليوم الإعلامي جميع الدول العربية.----ولد أعمر: الأمل ما زال معقودا لتوحيد الإرادات----مدير عام المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم الدكتور محمد ولد أعمر قال إن «اليوم الإعلامي» يؤكد التزام الجميع، منظمة ودولا عربية أعضاء، على المضي قدما لتعزيز التضامن والتعاضد والتكاتف بين أبناء الأمة للتصدي بكل حزم وعزم واقتدار للأوضاع التربوية والثقافية والعلمية للدول في حالة النزاعات والأزمات والكوارث والطوارئ.وأوضح أنه تمت مخاطبة الوزراء رؤساء اللجان الوطنية في الدول المعنية لتحديد احتياجاتها الفنية والمالية، وتقديم تقرير بهذا الشأن، مضيفا أن العمل ما زال جاريا مع الدول العربية المعنية لتفعيل هذه المبادرة الزكية، وأن الأمل ما زال معقودا لتوحيد الإرادات الخيّرة وتجميع الطاقات الحية في وطننا العربي من خلال اللجنة التي شكلها المجلس التنفيذي في دورته العادية 123 المنعقدة بتونس في مايو 2025م.-----الصمد: مجالات التربية والثقافة والعلوم ضرورة وجودية-----أكد عضو المجلس التنفيذي الأمين العام للجنة الوطنية اللبنانية للتربية والعلم والثقافة رئيس لجنة متابعة الأوضاع التربوية والثقافية والعلمية للدول في حالة النزاعات والأزمات والكوارث والطوارئ الدكتور علي قاسم الصمد أن اللجنة تنطلق من إيمان راسخ أن مجالات التربية والثقافة والعلوم ليست ترفا يمارس في أوقات الرخاء فقط، بل هي ضرورة وجودية حتى في أحلك الظروف، مضيفا: «ومن هنا فإن دورنا يتمثل في رصد ومتابعة التحديات التي تواجه المنظومات التربوية الثقافية والعلمية في أوطاننا العربية، والعمل على تقديم الدعم والمساندة للدول التي تعاني تبعات الحروب والأزمات والكوارث، بما يحفظ حق شعوبنا في التعليم والثقافة والإبداع والمعرفة». وأشار الدكتور الصمد إلى أن «اليوم الإعلامي» منبثق من رؤية رئيس المجلس التنفيذي للمنظمة، مقدما شكره للمملكة العربية السعودية على الرعاية والاهتمام اللذين أحاطت بهما اللجنة، فيما شكر زملاءه ممثلي الدول الأعضاء في اللجنة على ما قاموا به من أعمال، متطلعا إلى إكمال أعمال اللجنة وجمع التقارير والرؤى من الدول المعنية. أخبار ذات صلة