ارتبطت القضية الفلسطينية بالمسار السعودي منذ تأسيس الدولة الأولى على يد الإمام محمد بن سعود، واستمر ذلك النهج في عهد الملك المُوحِّد عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، الذي جعل من فلسطين محورًا ثابتًا في سياساته الخارجية. ومع امتداد العقود، حافظت المملكة على حضورها في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، حتى تحولت اليوم إلى قائد للحراك الدولي الذي يتجه نحو الاعتراف بالدولة الفلسطينية بشكل رسمي. إرث متجذّر في التاريخ منذ بدايات الدولة السعودية الحديثة، تبنّى الملك عبدالعزيز موقفًا واضحًا تجاه فلسطين في المؤتمرات العربية والإسلامية. المملكة دعمت أهلها سياسيًا وماليًا، ووفرت غطاءً دبلوماسيًا عزّز حضور القضية في كل المحافل. هذا الإرث أورث للأجيال اللاحقة مسؤولية مضاعفة تجاه فلسطين بصفتها قضيةً مركزيةً. الدبلوماسية السعودية الأمير محمد بن سلمان أعاد صياغة الدور السعودي في الساحة الدولية وفق أدوات عصرية، تعتمد على بناء التحالفات الكبرى وصناعة الإجماع. خطوات عملية ظهرت مع انضمام دول غربية مؤثرة مثل بريطانيا، فرنسا، كندا، أستراليا، والبرتغال إلى مسار الاعتراف بفلسطين. تحركات الرياض شملت لقاءات مباشرة مع زعماء العالم وتنسيقًا متواصلاً مع حلفائها في مجموعة العشرين، هذا الحراك يعكس إرادة سياسية سعودية هدفها ترسيخ الدولة الفلسطينية حقيقةً على الأرض عبر أدوات القانون الدولي والشرعية الأممية. قيادة الدول العظمى السعودية سخرت مكانتها الاستراتيجية في الاقتصاد والسياسة والطاقة لتوجيه مسار عالمي جديد. الدول التي كانت مترددة في إعلان مواقفها تقدمت بخطوات واضحة نتيجة جهود مكثفة من الرياض، التي دفعت بالملف الفلسطيني إلى صدارة الأجندة الدولية. إعلان بريطانيا وكندا وأستراليا اعترافها في توقيت متزامن مثّل انتصارًا للدبلوماسية السعودية. فرنسا والبرتغال تبنتا الموقف ذاته قبل انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، ما حول الموجة إلى تحالف غربي واسع يغيّر قواعد اللعبة السياسية. الرسالة السعودية هذا الدور يعكس قدرة المملكة على الجمع بين عمقها العربي والإسلامي وثقلها الدولي. الرياض تؤكد أن السلام لا يتحقق إلا عبر الاعتراف بفلسطين دولة كاملة السيادة، وتعمل على إعادة الاعتراف إلى خانة الإجماع الدولي. فمن الإمام محمد بن سعود إلى الملك الموحد عبدالعزيز، ثم إلى قيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده، سارت السعودية على نهج ثابت جعل من فلسطين قضية مركزية في تاريخها السياسي، واليوم تتحول تلك المواقف إلى قوة دبلوماسية تقود العالم نحو اعتراف رسمي بدولة فلسطين، لتسطر المملكة فصلًا جديدًا في دورها القيادي على الساحة الدولية. أخبار ذات صلة