تم النشر في: 29 سبتمبر 2025, 9:07 صباحاً احتلت جدة المرتبة 74 عالميًا في مؤشر جودة الحياة لعام 2025 وفق بياناتNumbeo، وهي أعلى المدن السعودية على المؤشر، والثانية عربياً بعد مسقط، هذا التصنيف جاء نتيجة التحسينات المستمرة في الأمان والرعاية الصحية، وتطوير البنية التحتية، وتوفير مرافق عامة حديثة، وتعكس التزام المدينة بتحويل النهضة التنموية إلى واقع ملموس يخدم السكان والزوار. وتحت مظلة وزارة البلديات والإسكان وبرنامج جودة الحياة في رؤية المملكة 2030، أنجزت أمانة جدة مشاريع نوعية ساهمت في إعادة تشكيل الملامح الحضرية للمدينة، كانت الواجهات البحرية واحدة من أبرز هذه المشاريع، حيث تمتد خمس واجهات بحرية كفسحة زرقاء متكاملة تضم مسارات مخصصة للمشي والدراجات، ساحات عامة، مناطق ألعاب للأطفال، ومجسمات جمالية، لتصبح تجربة البحر جزءًا من حياة المدينة اليومية، وعلى طول الواجهات، جرى تجهيز مرافق خدمية مثل المطاعم والمقاهي، ومناطق استراحة، وسقالات بحرية تمنح الزائرين فرصة استكشاف البحر عن قرب، كما تضمنت المشاريع برامج صيانة مستمرة للشواطئ، لضمان نظافتها وحماية البيئة البحرية، مع تعزيز التوعية المجتمعية بأهمية الحفاظ على هذه المساحات. وفي قلب الأحياء السكنية، فتحت الأمانة أكثر من 445 حديقة موزعة على نطاقات مختلفة، تشمل حدائق نوعية منها حديقة السجى التي تضم مسارات متنوعة وحدائق متصلة لتشكل نموذجًا حيًا لتخطيط المساحات الخضراء، وحديقة الأمير ماجد، الأكبر بمساحة تتجاوز 130 ألف متر مربع، مزودة بممرات مظللة وألعاب عائلية، ما يجعلها نقطة تجمع للأجيال المختلفة. كما شملت المشاريع تحسين ممرات المشاة، وتركيب أنظمة إضاءة حديثة، وتوسيع الأرصفة لزيادة الراحة والسلامة، ما ساهم في تشجيع السكان على ممارسة النشاط البدني وتحسين تجربة الحركة اليومية. وتوازت هذه الجهود مع تعزيز برامج النظافة والصيانة، حيث شملت كنس الشوارع والميادين يدويًا وآليًا، صيانة الحاويات، تنظيف الأرصفة والطرق السريعة، إزالة المخلفات الكبيرة، رفع الحواجز الخرسانية غير المرغوب فيها، وضبط مواقع الباعة الجائلين، بما يضمن بيئة حضرية صحية وآمنة. واستثمرت الأمانة أيضًا في المشروعات التطويرية للمناطق المركزية، مثل تحسين مراكز الأحياء، تطوير المرافق التجارية والخدمية، وتجهيز مساحات للأنشطة المجتمعية، ما ساهم في تنشيط الحياة الاجتماعية وتعزيز مبادرات السكان. وعلى الصعيد البيئي، تبنت أمانة جدة برامج مبتكرة لإدارة النفايات، شملت فرز المخلفات من المصدر، وتحويل النفايات إلى موارد، ومراقبة التلوث، وهو ما انعكس على جودة الهواء ومستوى الراحة في المدينة. بهذا التوازن بين المشاريع البحرية والحدائق والمرافق العامة والخدمات المجتمعية، استطاعت جدة أن تثبت أنها ليست فقط مدينة اقتصادية وسياحية، بل نموذج حي لجودة الحياة، حيث تتكامل البيئة الطبيعية مع البنية التحتية والخدمات لتخلق تجربة حضرية متكاملة تلبي متطلبات السكان والزوار على حد سواء.