29 سبتمبر 2025, 9:25 صباحاً
لم تعد بيئة العمل اليوم مجرد مكان لإنجاز المهام وتحقيق الأهداف التنظيمية، بل غدت فضاءً إنسانيًا واجتماعيًا يتفاعل فيه الأفراد ويتبادلون الخبرات ويصنعون شبكات من العلاقات التي قد تحدد نجاح المؤسسة أو تعثرها. ومن هنا تبرز أهمية إدارة العلاقات الاجتماعية في بيئة العمل كأداة استراتيجية تسهم في تعزيز الرضا الوظيفي، وتقليل معدلات الصراع، وتحقيق مستويات أعلى من الكفاءة والإبداع.
العلاقات الاجتماعية في العمل
تشير الدراسات إلى أن جودة العلاقات بين الزملاء والرؤساء تُعد من أهم محددات الالتزام الوظيفي، فالموظف الذي يحظى بدعم اجتماعي يشعر بقدر أكبر من الانتماء والولاء للمؤسسة، ويكون أكثر استعدادًا لتجاوز الضغوط المهنية، وقد أظهرت دراسة في جامعة ووريك البريطانية أن الموظفين السعداء أكثر إنتاجية بنسبة تصل إلى 12% مقارنة بغيرهم، وأن أحد أهم أسباب السعادة في العمل هو العلاقات الإيجابية.
أدوات إدارة العلاقات الاجتماعية
إدارة العلاقات الاجتماعية في بيئة العمل لا تعني المجاملة أو المجالس الاجتماعية، بل هي عملية منظمة تتطلب:
1. التواصل الفعّال: وضوح الرسائل، وتشجيع ثقافة الحوار المفتوح.
2. الذكاء العاطفي: إدراك مشاعر الموظفين والتعامل معها بما يعزز الدافعية.
3. بناء الثقة: عبر العدالة والشفافية في القرارات الإدارية.
4. التعاون الجماعي: من خلال فرق عمل متكاملة تتشارك الأهداف.
5. آليات لحل النزاعات: منع تفاقم الخلافات عبر التدخل السريع والبنّاء.
تحديات العصر الرقمي
ورغم التطورات الإيجابية، تواجه بيئة العمل الحديثة تحديات جديدة، فالعمل عن بُعد على سبيل المثال قلّص فرص التفاعل المباشر، وأدى إلى شعور بعض الموظفين بالعزلة. وتشير إحصاءات في الولايات المتحدة إلى أن 25% من العاملين عن بُعد لاحظوا تراجعًا في مهاراتهم الاجتماعية، وأن ثلثهم ربطوا ذلك بتأثير سلبي على صحتهم النفسية، وهذا يفرض على المؤسسات إيجاد توازن بين مرونة العمل والحاجة إلى الروابط الإنسانية.
الأثر المؤسسي
إدارة العلاقات الاجتماعية بشكل واعٍ تعني بناء رأس مال اجتماعي داخل المؤسسة، وهو ما يترجم إلى بيئة عمل أكثر استقرارًا، ومعدلات دوران وظيفي أقل، ورفع مستوى الابتكار والإبداع، وتقليل النزاعات والاحتراق النفسي.
خاتماً؛ يمكن القول إن إدارة العلاقات الاجتماعية في بيئة العمل هي استثمار طويل الأمد، فالموظف الذي يجد الاحترام والتقدير والتواصل البنّاء، هو القادر على العطاء، بل شريك حقيقي في رحلة نجاح المؤسسة، لأن نجاح المؤسسات لا يعتمد فقط على التقنية والموارد المالية، بل على قدرة أفرادها على العمل بروح الفريق، وبناء بيئة إنسانية متماسكة، وبذلك تصبح إدارة العلاقات الاجتماعية أحد أسرار استدامة المؤسسات وتنافسيتها.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.