في خطوة أمنية غير مسبوقة، أعلنت الدانمارك حظراً كاملاً على جميع رحلات الطائرات دون طيار (الدرونز) المدنية في جميع أنحاء البلاد من الإثنين إلى الجمعة، لضمان أمن قمة الاتحاد الأوروبي التي تستضيفها كوبنهاغن هذا الأسبوع. يأتي هذا الحظر بعد موجة من الملاحظات المقلقة لـ«درونز» غير معروفة فوق مطارات مدنية وقواعد عسكرية، أدت إلى إغلاق مؤقت لمطار كوبنهاغن ومطارات أخرى، ما أثر على عشرات الآلاف من المسافرين. ومع وصول قادة أوروبيين إلى العاصمة الدانماركية لمناقشة الدفاع والدعم لأوكرانيا، أكد وزير الدفاع الدانماركي ترويلس لوند بولسن أن «الوضع الأمني صعب حالياً»، مشدداً على ضرورة توفير أفضل الظروف للقوات المسلحة والشرطة لحماية «الدانماركيين وضيوفنا». وبدأت التوترات تتصاعد منذ 22 سبتمبر، عندما أجبرت ملاحظات لـ«درونز» غير محددة إغلاق مطار كوبنهاغن لأكثر من أربع ساعات، ما أدى إلى إلغاء مئات الرحلات، وفي نهاية الأسبوع الماضي، سُجلت حوادث جديدة فوق قواعد عسكرية في مناطق متعددة، بما في ذلك مطار مدني-عسكري أُغلق ليلتين متتاليتين. ووفقاً لوزارة النقل الدانماركية، يهدف الحظر إلى «إزالة خطر الخلط بين «الدرونز» العدوة والمدنية»، مع فرض غرامات تصل إلى 10 آلاف يورو على المخالفين، وفي الوقت نفسه، وصلت السفينة الألمانية الحربية «إف إس جي هامبورغ» إلى ميناء كوبنهاغن لتعزيز مراقبة المجال الجوي، بينما وعدت السويد بتقديم قدرات عسكرية مضادة لـ«الدرونز»، وفرنسا بفريق من 35 خبيراً ومروحية متخصصة. تنسيق اجتماعات القمة الأوروبية وتشغل الدانمارك حالياً الرئاسة الدورية لمجلس الاتحاد الأوروبي للنصف الثاني من 2025، ما يجعلها مسؤولة عن تنسيق اجتماعات القمة الأوروبية التي ستقام الأربعاء والخميس في كوبنهاغن، لمناقشة تعزيز الاستعداد العسكري ودعم أوكرانيا في أزمتها مع روسيا المستمرة منذ 2022. وتتبع ذلك قمة المجتمع السياسي الأوروبي يوم الخميس، التي تضم 47 دولة أوروبية ودولاً صديقة مثل المملكة المتحدة، لتعزيز الوحدة الأوروبية ضد التهديدات الخارجية، وتأتي هذه القمم في سياق تصاعد التوترات الأمنية في شمال أوروبا، حيث أدت الحرب الروسية الأوكرانية إلى زيادة النشاط الجوي المشبوه، بما في ذلك اختراقات لـ«الدرونز» في أجواء بولندا وإستونيا، ما دفع الناتو إلى تعزيز «اليقظة المحسنة» في منطقة بحر البلطيق. وتُعتبر هذه الحوادث جزءاً من «الهجمات الهجينة» التي تُتهم روسيا بتنفيذها، وتشمل استخدام «الدرونز» للاستطلاع أو الإرهاب، كما حدث في حوادث سابقة أدت إلى إغلاق مطارات في السويد والنرويج. ووفقاً لتقارير الناتو، سجلت المنطقة أكثر من 20 حادثة اختراق روسي في الأسابيع الأخيرة، بما في ذلك طائرات مقاتلة روسية دخلت أجواء إستونيا. ونفت موسكو أي تورط، ووصفت رئيسة الوزراء الدانماركية ميتي فريدريكسن الاتهامات بأنها «غير مبررة»، لكنها أكدت أن «هناك دولة رئيسية تهدد أمن أوروبا، وهي روسيا». أخبار ذات صلة