تم النشر في: 06 أكتوبر 2025, 6:22 صباحاً أقيمت مساء أمس على مسرح معرض الرياض الدولي للكتاب 2025 ندوة تاريخية بعنوان "الوثائق ذاكرة الأمة رحلة التاريخ السعودي من الدرعية إلى العصر الحديث"، قدمها أستاذ التاريخ السعودي بجامعة الملك سعود الدكتور حمد بن عبدالله العنقري. وأوضح العنقري أن الاهتمام بالتوثيق حول الدولة السعودية شهد تطورًا ملحوظًا وارتبطًا بتزايد نفوذها وأهميتها الجيوسياسية، مشيرًا إلى أن التوثيق لتاريخ الدولة السعودية قد مر بأطوار ثلاثة، أولها كانت فيه درجة التوثيق محدودة، وتعتمد على السجلات الخاصة، وأما الطور الثاني فقد استمر التوثيق الخارجي فيه عبر تقارير الوكلاء والقناصل, عاكسًا المنافسة الإقليمية، ثم جاء الطور الثالث في بعد توحيد المملكة العربية السعودية؛ ليشهد ارتفاعًا هائلًا في التوثيق العالمي والارتقاء به محليًّا. وأشار إلى أنَّ الوثائق المحلية والعالمية عادةً ما تتكامل وتتقاطع؛ لتقديم صورة بانورامية للتاريخ، فالوثائق المحلية تقدم تفاصيل الحياة الداخلية، بينما تقدم الوثائق العالمية المنظور الإستراتيجي والعلاقات الخارجية، لكن يمكن أن تتضارب في الرواية أو التفسير؛ وفقًا لمصدرها ونظر كاتبها، أما الروايات الشفهية فلا تعد وثائق بالمعنى الدقيق، لكنها مصدر تاريخي هام يتكامل مع الوثائق المكتوبة؛ لتقديم سياق اجتماعي وثقافي. واختتم العنقري ندوته بقوله: "إن تأسيس دارة الملك عبدالعزيز (1972م) كان الإسهام الأبرز والأكثر استدامة للملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-, الذي يعدُّ أحد كبار المهتمين والمدققين في تاريخ الجزيرة العربية، حيث كانت الدارة تحت إشرافه ودعمه المستمر، فنقلها من مرحلة الجمع الأولي إلى مرحلة التنظيم والتصنيف والحفظ وفق المعايير العالمية، وحوّل عملية التوثيق إلى مشروع وطني ومنهجي دقيق، وجعل الدارة المرجعية المطلقة لتاريخ الدولة السعودية، وهي اليوم المرجع الأوثق والمؤسسة الرائدة التي استطاعت الحفاظ على الذاكرة الوطنية، باستخدام التقنيات الحديثة في الأرشفة الرقمية والبحث العلمي".