حثَّ صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل، رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات، المختصين في بلاده على الاهتمام باستحداث مراكز بحثية متنوعة، وأكد أن تلك المراكز مهمة للغاية في الدول. ووصف المراكز البحثية بأنها أدوات للعطاء في المجتمعات، وتسهم في التلاقح الفكري بين الناس، وتكتسب أهمية خاصة لكونها تملك نوعًا من الاستقلالية في الرأي عن المصادر الرسمية، وأنها تمنح بذلك فرصة للخروج عن سياقات النمط الرسمي في تبادل الأفكار، مبديًا ارتياحه لوجود ما سمّاه وعيًا بحثيًا وفكريًا (في السعودية) في شتى المجالات. قد يهمّك أيضاً وأشار – في جلسة حوارية نظمها كرسي د. إبراهيم المهنا لإعلام الطاقة والإعلام المتخصص في جامعة الملك سعود يوم الخميس 9 أكتوبر – إلى القوة الهائلة لوسائل التواصل الاجتماعي وتأثيرها على المجتمعات حول العالم، مؤكدًا أن تلك الوسائل أحدثت تحولًا جذريًا إيجابيًا في مواقف الشعوب العالمية تجاه القضية الفلسطينية. وأضاف أنه “معجزة أننا نرى مئات الألوف من كل دول العالم يتظاهرون في الشوارع والميادين وهم يطالبون بحرية واستقلال فلسطين وقيام دولة فلسطينية”، مستطردًا: ما كنت أحلم بهذا الشيء قبل نشوء شبكات التواصل الاجتماعي. وأكد أن وسائل التواصل الاجتماعي نجحت في كسر القيود التي كانت سائدة قبل ظهور تلك الوسائل، وبينما حث الفيصل على اتفاق دول العالم على رؤى موحدة لوضع ضوابط مناسبة بشأن الذكاء الاصطناعي، فإنه أبدى مخاوفه من الإنترنت المظلم، مشيرا إلى أن يحتوى على “أمور المرفوضة وغسيل أموال”، وأن ذلك يحدث لعدم وضع ضوابط للإنترنت عند نشأته. وحث الفيصل مسؤولي الإعلام في المملكة على تبني رؤى أكثر انفتاحًا وأن “تكون المملكة مبادرة في إبلاغ الآخرين” بحراكها، وقال: لا خشية لدينا من أن نفتح الأبواب والنوافذ للآخرين أن يأتوا ويطّلعوا بأنفسهم، لكنه استدرك إلى أن هناك قصورًا في دور المؤسسات الإعلامية، قبل أن يقول: أرجو أن يكون هناك تنشيط في استخدام وسائل الإعلام، وأنه “لا بد من التواصل… ما في طريقة أنك تحجب عن الآخرين ما يدور في بلادك، إن كان عملًا جيدًا أو عملًا سيئًا”. وأكد على المسؤولين ألا يخشوا الحملات “الشعواء” من الجهات في الدول الغربية تجاه السعودية، مضيفًا: بالعكس علينا أن نبيّن الحقيقة، والبيانات اللي تصدر من عندنا يجب التأكد أنها تصل للآخرين. وأبدى سعادته بالتعاون بين السعودية وعديد من الدول الأفريقية “ليس فقط لأنها جار جغرافي ولكن هي امتداد بشري لما تقوم عليه المملكة من قيم ومبادئ ومكونات اجتماعية. فالتلاقح بين الجزيرة العربية وإفريقيا عبر التاريخ والمعابر التي كانت تمر في السابق كانت عبر شبه جزيرة سيناء و(مضيق) باب المندب. وأشار إلى أن هناك قبائل سعودية لا يزال لها وجود في الجانب الإفريقي، قائلا: لدينا في المملكة العربية السعودية جاليات كبيرة جدًا من إفريقيا تعمل في المملكة ومنهم من تجنّس وأصبح سعوديًا، وأنه من باب أولى أنه يكون هذا التواصل وهذا التلاقح بين ضفتي البحر الأحمر وسيلة لخدمة الطرفين، مؤكدًا اهتمام بلاده بتنمية علاقاتها مع دول القارة الأفريقية وحرصها على عيش شعوب القارة بسلام.