10 أكتوبر 2025, 7:39 مساءً
لم يكن الطريق مفروشًا بالورود أمام البرتغالي سيرجيو كونسيساو، المدرب الجديد لنادي الاتحاد السعودي، بل كان مليئًا بالشقاء والتحديات التي صاغت شخصيته الصلبة، وجعلت منه أحد أبرز المدربين في كرة القدم الأوروبية.
من طفلٍ بسيطٍ في ضاحية فقيرة قرب مدينة كويمبرا، إلى مدربٍ يقود كبار الأندية، تختصر قصة كونسيساو مسيرة إنسانٍ انتصر على الألم، وجعل من المآسي وقودًا للمجد.
من حيّ الفقراء إلى نجومية الملاعب
وُلد سيرجيو كونسيساو في عائلة متواضعة تضم ثمانية أبناء، يعمل والده في البناء، بينما كانت والدته تدير المنزل رغم معاناتها الصحية.
في شوارع ريبيرا دي فراديس، وجد الصبي النحيل في كرة القدم مهربًا من قسوة الحياة، يشجع سبورتينغ لشبونة ويحلم بأن يصبح لاعبًا كبيرًا.
بدأ في أكاديمية أكاديميكا، حيث لفت أنظار الكشافين بموهبته وسرعته وإصراره الذي لا يلين.
مأساة تهزّ الحلم
في السادسة عشرة من عمره، تلقّى سيرجيو صدمة قاسية بوفاة والده في حادث دراجة نارية، بعد يوم واحد فقط من توقيعه لنادي بورتو.
يقول كونسيساو في إحدى مقابلاته: "في اليوم التالي لتوقيعي، فقدت والدي… شعرت بالضياع، وفكّرت في ترك كرة القدم."
لكن القدر كان يرسم له طريقًا آخر؛ فبعد عامين فقط، فقد والدته التي كانت تعاني المرض، ثم رحل شقيقه الأصغر لاحقًا.
تتابعت المآسي، لكنها شكّلت داخله قوةً نادرة وروحًا لا تعرف الانكسار.
من جناحٍ جريء إلى عقلٍ تكتيكي
اشتهر كونسيساو لاعبًا بسرعته الفائقة ومهارته في المراوغة وصناعة الأهداف، ولعب لأندية كبرى مثل بورتو ولاتسيو وإنتر ميلان.
أما كمدرب، فبصمته التكتيكية واضحة: استحواذ وانضباط وجرأة هجومية جعلت منه أحد أنجح المدربين في البرتغال خلال العقد الأخير.
تحت قيادته، عاد بورتو إلى واجهة البطولات الأوروبية بأسلوب يجمع بين الشراسة والتنظيم.
عائلة تعيش كرة القدم
وراء شخصية كونسيساو الصلبة، حياة عائلية هادئة تجمعه بزوجته ليليانا التي أحبها منذ المراهقة، وأبنائه الخمسة: سيرجيو، رودريجو، مويسيس، فرانسيسكو، وخوسيه.
وسار اثنان من أبنائه على خطاه؛ إذ لعب رودريجو وفرانسيسكو تحت قيادته في نادي بورتو.
ولتكريمه، أطلقت مدينته كويمبرا اسمه على أحد ملاعبها: الملعب البلدي سيرجيو كونسيساو، الذي يتسع لـ 2500 متفرج.
روح العطاء
خارج المستطيل الأخضر، يُعرف كونسيساو بأعماله الإنسانية في بورتو، حيث يدعم الأسر المحتاجة ويشارك في مبادرات لمساعدة الشباب.
وخلال جائحة كورونا، كان من أوائل من قدّموا المساعدات للعائلات المتضررة بعيدًا عن الأضواء، مؤكدًا أن "العطاء هو أعظم انتصار."
من قسوة الحياة إلى مجد العميد
قصة سيرجيو كونسيساو ليست مجرد سيرة مدرب ناجح، بل حكاية إنسانٍ واجه الحياة بالقلب والعزيمة، وانتصر على اليُتم والمعاناة بالإصرار والعمل.
واليوم، وهو يقود الاتحاد السعودي في مرحلة جديدة، يحمل معه الروح ذاتها التي قادته من ألم الفقد إلى قمّة المجد.. روح لا تعرف الانكسار.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.