أكثر ما يستفزني عندما يطلب منك أحدهم عملاً بالمجان، بحجة أن العمل يخص مشروعاً رسمياً أو جهة حكومية باسم الوطنية، وكأنه ورؤساءه وزملاءه يعملون بالمجان أو دون أجر !هذا الابتزاز العاطفي باسم الوطنية يجب أن يتوقف، ويجب أن يدرك هؤلاء أن 2025 إيفاء الناس حقوقهم عند تكليفهم بأي عمل هو جزء لا يتجزأ من الاحترافية والمهنية في الأعمال الناجحة، بينما تكون دائماً الأعمال القائمة على المجاملات والتطوع والاستغلال العاطفي أقل كفاءة وفاعلية !حتى المؤسسات الخيرية في القطاع غير الربحي التي تعمل بنماذج تجارية، تجدها أكثر نجاحاً واستدامة وربحية من تلك التي تدار كما لو أن المال الخيري مال بلا قيمة مستردة!اللافت أن هؤلاء المبتزين بالمشاعر الوطنية لا يتنازلون عن ريال واحد من حقوقهم وانتداباتهم وبدلاتهم في هذه المشاريع، التي يطالبون غيرهم بالعمل لها مجاناً ولو وجدوا فرصاً وظيفية بميزات أعلى في القطاع التجاري لتركوا أعمالهم الحكومية فوراً، وهذا ليس عيباً لكن لماذا يفرضون على غيرهم أن تكون علاقتهم بالأعمال الرسمية والحكومية بمنظور عاطفي باسم الوطنية، في الوقت الذي ينظرون فيه لعلاقاتهم بأعمالهم الوظيفية بمنظور مادي ؟!باختصار.. خذ أجرك الذي تستحقه مقابل عملك في أي ميدان عمل، لكن لا تصادر حقوق الآخرين باسم الوطنية ! أخبار ذات صلة