تم النشر في: 16 أكتوبر 2025, 8:00 صباحاً يُحذّر العلماء من أن الدماغ البشري ليس مُصمّماً للبقاء مستيقظاً بعد منتصف الليل، وأن الإدراك البشري يتحوّل بشكل خطير بعد حلول الظلام، مما يزيد من احتمالية الإصابة باليأس والإدمان وإيذاء النفس. ووفقاً لتقرير على موقع "ساينس ألرت"، أكدت دراسة سابقة بعنوان "العقل بعد منتصف الليل"، أن اليقظة الليلية تُحفّز تغييرات عصبية عميقة تزيد التفكير السلبي والمخاطرة. ويضيف التقرير، يُبرمج الدماغ البشري على الراحة ليلاً، لكن عند الاستيقاظ ليلاً وخلال الظلام، يُركّز انتباهنا بشكل مُفرط على التهديدات، وهي طريقة مكنت البشر قديما من حماية أنفسهم من الحيوانات المُفترسة ليلا. أما اليوم، فإن تركيز انتباهنا على التهديدات يأتي بنتائج عكسية، حيث تظهر الأفكار السلبية الخطرة، تقول الدكتورة إليزابيث كليرمان، طبيبة الأعصاب في جامعة هارفارد: "يستيقظ ملايين الناس في منتصف الليل، وهناك أدلة قوية على أن أدمغتهم لا تعمل بكفاءة كما تعمل خلال النهار". تتأثر صحتهم وسلامتهم، وكذلك صحة وسلامة الآخرين. يربط التقرير بين اليقظة الليلية وزيادة خطر الانتحار - بما يصل إلى ثلاثة أضعاف بين منتصف الليل والسادسة صباحًا - وزيادة قدرها 4.7 أضعاف في جرعات الأفيون الزائدة ليلًا، ووفقًا لدراسة برازيلية أجريت عام 2020. يشير المؤلفون إلى أن اختلال الساعة البيولوجية يُغير عملية معالجة المكافآت، مما يجعل الخيارات الخطرة تبدو أكثر جاذبية. تُبرز حالتان توضيحيتان هذا الخطر: مُتعاطي هيروين مُتعافي ينتكس ليلًا، وطالب يُعاني من الأرق وتتحول ساعات قلة النوم لديه إلى يأس. يكتب المؤلفون: "الانتحار، الذي كان لا يُصدق سابقًا، يظهر كمهرب". وبحسب التقرير، على الرغم من هذه المخاطر، لم تُجرِ أي دراسات حتى الآن بحثًا في كيفية تأثير الإيقاعات البيولوجية وقلة النوم معًا على عملية صنع القرار. قد يكون عمال المناوبات - مثل الأطباء والطيارين - أكثر عرضة للخطر. يُقر الباحثون: "لا نعرف سوى القليل بشكل مُفاجئ عن كيفية عمل الدماغ البشري" خلال هذه الساعات.