تم النشر في: 17 أكتوبر 2025, 8:21 مساءً شهد العالم في عام 1816م ظاهرة مناخية غريبة وغير مسبوقة، حين غاب فصل الصيف تمامًا، حتى وُصف ذلك العام بـ "عام بلا صيف"، بعدما مرّت الأشهر الدافئة دون أي من خصائصها المعتادة. ففي النصف الشمالي من الكرة الأرضية، تساقطت الثلوج في أوقات غير مألوفة، وساد طقس بارد ومظلم على غير العادة. ووفقًا لتقرير نشره موقع "روسيا اليوم"، شهدت الولايات المتحدة الأمريكية تساقط الثلوج في نيويورك خلال شهر يونيو، كما بقيت الأنهار متجمدة في بنسلفانيا حتى منتصف الصيف. أما في أوروبا، فقد تعرضت ألمانيا لعواصف قوية تسببت في فيضانات، وهطل المطر بشكل متواصل لمدة ثمانية أسابيع في أيرلندا. ووصف جون كوينسي آدامز، الذي كان سفيرًا في لندن آنذاك، تلك الظروف في مذكراته قائلًا: "لم أستطع مغادرة المنزل في أوائل يوليو بسبب الأمطار الغزيرة المصحوبة بالرعد." ظل السبب وراء هذه الظاهرة لغزًا لعقود طويلة، حتى عام 1920 حين افترض العالم الأمريكي ويليام همفريز أن السبب يعود إلى ثوران بركان جبل تامبورا الواقع في جزيرة سومباوا الإندونيسية في أبريل 1815. وقد أطلق البركان نحو 150 كيلومترًا مكعبًا من الرماد البركاني إلى الغلاف الجوي، ما أدى إلى حجب أشعة الشمس وانخفاض درجات الحرارة عالميًا. تسببت موجات الصقيع الأربع التي ضربت أمريكا وكندا وشمال أوروبا في تدمير المحاصيل، واندلاع موجات مجاعة وانتشار أوبئتي التيفوئيد والكوليرا. وأودت الكارثة بحياة أكثر من 70 ألف شخص، فيما قدّر العلماء قوة الانفجار البركاني بـ سبع درجات على مقياس الانفجارات البركانية. وعزا بعض الأوروبيين آنذاك تلك الكارثة إلى ما أسموه "لعنة حروب نابليون".