في ضربة محتملة للاقتصاد الألماني، أعلنت «لوفتهانزا» عن دراسة داخلية تشير إلى إلغاء نحو 100 رحلة داخلية أسبوعياً الصيف القادم، بسبب ارتفاع الضرائب والرسوم الحكومية التي تضاعفت منذ 2019، ما يُهدد بفقدان آلاف الوظائف وتقليص القدرة التنافسية لأكبر شركة طيران في أوروبا. وجاء إعلان شركة الطيران الألمانية العملاقة خلال مقابلة للرئيس التنفيذي لـ«لوفتاهنز» كارستن سبورمع صحيفة «فيلت أم زونتاج»، وهو ما اعتبرته وسائل إعلام ألمانية صرخة تحذيرية للحكومة الألمانية، التي وعدت بتخفيض الضرائب لكنها فشلت في التنفيذ. بدأت الأزمة مع جائحة كوفيد-19، التي أوقفت الطيران الألماني لشهور، لكن التعافي الدولي كان سريعاً بينما بقي الداخلي متعثراً، ووفقاً للدراسة الداخلية لـ«لوفتهانزا»، فقد ارتفعت التكاليف الحكومية الإجمالية بنسبة 90% منذ 2019، إذ وصلت الضرائب والرسوم لرحلة واحدة من فرانكفورت إلى 4600 يورو، مقارنة بـ4238 يورو في برلين و5109 يورو في شتوتغارت – أعلى بكثير من المنافسين الأوروبيين مثل بروكسل (1892 يورو) أو مدريد (687 يورو). وقال سبور إن «التكاليف تضاعفت، ونحن نُجبر على نقل الطائرات إلى خطوط أكثر ربحية خارج ألمانيا»، مشيراً إلى أن الرحلات الداخلية خارج فرانكفورت وميونيخ انخفضت بنسبة 75% مقارنة بما قبل 2020، بسبب انتشار الاجتماعات الافتراضية وارتفاع الأسعار. وجاء الضغط من ضريبة الطيران الوطنية، التي ارتفعت في مايو 2024 إلى 15.53 يورو للرحلات القصيرة (من 12.48 يورو سابقاً)، و39.34 يورو للمتوسطة، مع رسوم إضافية للمطارات بنسبة 40% وتحكم جوي بنسبة 25%، حتى جعلت هذه الارتفاعات، التي تهدف إلى تمويل مكافحة الاحتباس الحراري، الرحلات الداخلية غير مربحة، خصوصاً مع انخفاض الطلب التجاري بنسبة 50%. وتواجه الحكومة، التي وعدت في اتفاق الائتلاف بتخفيض الضرائب، الآن ضغوطاً من نقابات العمال والشركات الألمانية، ودافع رئيس الاتحاد الألماني للطيران جنس بيشوف، الذي يدير «يوروينغز» التابعة لـ«لوفتهانزا»، عن التخفيضات قائلاً: «الطيران يُساهم بـ0.3% فقط من الانبعاثات، ومع ذلك نُدفع ثمن السياسات البيئية». وتظهر الدراسة، التي غطت 7 مطارات رئيسية مثل بريمن ودريسدن، أن الرحلات الداخلية تُشكل 25% فقط من مستوياتها قبل الجائحة، ما يُهدد الاقتصاد الإقليمي الذي يعتمد على الطيران لـ2% من الناتج المحلي. أخبار ذات صلة