تم النشر في: 20 أكتوبر 2025, 9:40 صباحاً قال الكاتب الإعلامي محمد بن عبدالعزيز الصفيان إن بعض بيئات العمل تحولت إلى مساحات يختنق فيها الإبداع بدل أن يُزهر، حيث يرى بعض مديري ومديرات الأقسام أن الضوء تهمة، والموهبة خطر، والمبدع خصم يجب مراقبته لا دعمه. وأوضح الصفيان في مقال نشرته صحيفة اليوم أن هناك من يخشى النور لأن لمعانه يفضح عتمته، ومن يكره النجاح لأنه يذكّره بعجزه. ففي كل مكتب تقريبًا يقف مبدع خلف مشروع ناجح يكتب بصمته بجد واجتهاد، بينما يلتقط مديره الصورة بابتسامة مصطنعة وكأنه صاحب الفكرة والإنجاز. وأضاف: "سرقة الأفكار في بيئة العمل وباء صامت يلتهم الموهوبين. لقد تحول الكرسي في بعض الإدارات من وسيلة لخدمة العمل إلى غاية لحماية المصالح الشخصية، وصار النجاح يقاس بعدد ما سرقوه من أفكار لا بعدد ما أنجزوه من أعمال". وبيّن أن المبدعين يجدون أنفسهم أمام مشهد متكرر: فكرة يقدّمونها بحماس، ثم تُسرق منهم وتُعرض على أنها إنجاز عظيم لغيرهم، بينما يُطالبون هم بالإيجابية والصمت. وفي الاجتماعات تُعرض الخطط التي سهرت عقولهم على صياغتها وكأنها "وحي نزل" على غيرهم، فيكتفون بالصمت احترامًا لا اقتناعًا. وأشار الصفيان إلى أن الغيرة الإدارية تقتل الإبداع قبل أن يولد، ووأدت الكثير من المواهب والأفكار في مهدها غيظًا وحسدًا من قيادات تخشى أن يبهت لمعانها أمام بروز موظف مخلص. والنتيجة أن المؤسسات التي تتجاهل هذه الممارسات تخسر أذكى موظفيها، وتبقى حبيسة التكرار والنسخ الباهتة. وختم بقوله: "إلى كل مدير ومديرة: النجاح لا يتحقق بسرقة الأفكار ولا بتلميع الذات أمام الرؤساء، بل بصناعة بيئة تدعم الإبداع وتحتضن الموهبة وتشجع فريق العمل. فالإبداع الذي يولد في أقسامكم هو رصيدكم الحقيقي لا غنيمتكم".