أعترف أنني أصبحت غريباً في مدينتي الرياض، تفاجئني مقاطع السوشيال ميديا بأماكن جديدة فيها لم أعرفها من قبل: أماكن ترفيه، ومطاعم، ومقاهٍ، ومتنزهات، ووجهات جميعها تعكس العاصمة بوجهٍ جديدٍ متجدّد ! الشيء الوحيد الذي لم يتغير عليّ هو زحام شوارعها الرئيسية، وسلوك بعض السائقين بتعمد ارتكاب المخالفات المرورية، وأحياناً وجود الكدّادة عند أبواب مغادرة مطارها ! حتى البشر تغيّرت كثير من عاداتهم وثقافة معيشتهم بنِسَبٍ تتفاوت حسب الفئات العمرية؛ فالشباب الصغار باتت لهم عادات ترفيهية تكيّفت مع متغيرات الاستثمار في الترفيه والسياحة، وعندما رافقت ابني الصغير إلى مكانٍ أخوض فيه تجربة غرفة مغامرة أو رحلة رعب أو حلّ لغز، شعرت بأنني جزء من برنامج تلفزيون واقع تبثّه قناة أجنبية ! ورغم تغوّل تطبيقات توصيل المطاعم في حياتنا الغذائية، إلا أن اللافت هو انتشار مطاعم ومطابخ الوجبات الصحية، واتجاه كثير من الشباب إليها رغبةً في حياةٍ صحيةٍ أفضل، وهذا دليل على ارتفاع الوعي المجتمعي بالغذاء الصحي، يعزز ذلك ازدهار نشاط قطاع الأندية الصحية. ولعلي أشير هنا إلى أهمية إستراتيجية الرؤية في تعزيز عناصر جودة الحياة، ودعم تحوّل مفهوم الصحة إلى التوعية والوقاية من الأمراض ومسبّباتها. وما دمت في سيرة «الصحة»، فكثير من الأشياء تغيّر في منهج عمل القطاع الصحي، إلا مواعيد عيادات الأسنان في المستشفيات الحكومية ما زالت تقبع في مربع مواعيد الانتظار الطويلة ! اللافت أن التغيير في الرياض، رغم أنه برز في الشمال والدرعية، إلا أنه لم يغفل وسطها القديم وجنوبها؛ فالرياض مدينة تبدّل جلدها بالكامل لتدخل عصر ما بعد رؤية 2030، عند اكتمال مشاريعها التنموية وتحولها البلدي وإصلاح طرقها ! باختصار.. أشعر بأن الجيل الجديد ينتمي إلى الرياض أكثر من جيلي والأجيال التي قبلي، فنحن أقرب أن نكون ضيوفاً عليها بعد أن كنا المستضيفين فيها، لكنها سُنّة الحياة في المدن التي لا تتثاءب ! أخبار ذات صلة