في صدمة هزت العالم الإنساني، أعلنت منظمة «قرى الأطفال إس.أو.إس» الدولية لرعاية الأيتام، اليوم (الخميس)، اتهامات خطيرة ومؤكدة ضد مؤسسها الراحل هيرمان غمينر، بارتكاب اعتداءات جنسية وجسدية على الأطفال على مدى عقود، في اعتراف تاريخي يفتح جرحا عميقا في تاريخ المنظمة، التي كانت رمزا للإنسانية. وكشف الإعلان، الذي جاء بعد تحقيق داخلي دام لأشهر، 8 ضحايا على الأقل، معظمُهم أولاد قاصرون في مراكز المنظمة الأوروبية، ودفع المنظمة إلى دفع تعويضات مالية للضحايا وتشكيل لجنة إصلاحية لإعادة بناء الثقة. ووفقا لبيان رسمي نشرته المنظمة في فيينا، حيث يقع مقرها الدولي، أكدت التحقيقات «أدلة دامغة» على تورط غمينر في «عنف جنسي واعتداءات جسدية» ضد الأطفال الذين كان يدّعي رعايتهم، إذ تم الكشف عن الحالات بعد تقارير أولية في 2021 حول إساءات في فروع النمسا، وتوسعت لتشمل شهادات جديدة من ضحايا سابقين. وقالت المنظمة في بيانها: «نحن نواجه ماضينا بكل الشفافية، وندعو أي ضحية أخرى للتواصل مع مكتب الإبلاغ الخاص بنا». وأضافت أنها ستعيد النظر في جميع الإجراءات الداخلية لمنع تكرار مثل هذه الفظائع، مع التركيز على حماية الأطفال في أكثر من 132 دولة تعمل فيها المنظمة حاليا. وكان هيرمان غمينر (1919-1986)، الطبيب النمساوي الذي أسس منظمة «قرى الأطفال إس.أو.إس» في عام 1949 بعد تجربة الحرب العالمية الثانية كجندي، يُعتبر رمزا عالميا للعطاء. وبدأ الفكرة ببناء أول قرية في إمست بولاية تيرول النمساوية، مستوحاة من مبدأ «الأم، الإخوة، المنزل، القرية»، ليوفر بيئة عائلية للأيتام والأطفال المحتاجين. مع 600 شلن نمساوي فقط (نحو 40 دولارا أمريكيا آنذاك)، إذ أنشأ جمعية تحولت بعد ذلك إلى منظمة دولية في 1960، ووصلت إلى 233 قرية في 85 دولة بحلول وفاته. وحصل غمينر على 146 جائزة دولية، وصداقات مع شخصيات مثل الدالاي لاما وتيريزا العذراء، وسميت مدارس وشوارع وحدائق باسمه في النمسا، بما في ذلك طابع بريدي خاص في 1994. وكانت المنظمة قد واجهت اتهامات سابقة بإساءات جنسية وفساد في مراكزها منذ التسعينيات، خصوصا في أفريقيا وأوروبا، إذ أعلنت في 2021 تحقيقا في 20 مركزا بسبب «عنف جنسي وفساد مالي»، مع اتهامات لقادة بمعرفة الإساءات وعدم التصرف. أخبار ذات صلة