عرب وعالم / السعودية / صحيفة سبق الإلكترونية

توقعاتك تؤثر على سلوكياتك وتقود تصرفاتك

تم النشر في: 

25 أكتوبر 2025, 9:38 صباحاً

حين نرسم توقع معين عن أنفسنا أو عن الآخرين، تبدأ سلوكياتنا بالتحرك والتأثر بشكل غير مباشر نحو تحقيق ذلك التوقع، وكأننا نجهز الطريق ليتحول ما في أذهاننا إلى واقع حقيقي. إنها الفكرة التي تحقق نتيجتها بنفسها.

إذا تأملنا حياتنا الشخصية والأسرية والمهنية، سنجد أن توقعاتنا هي الدافع الخفي وراء كثير من الأمور. فعندما يعتقد الإنسان أنه ناجح وقادر، يتصرف بثقة ويتجه نحو العمل بعزيمة، فيزداد نجاحه. بينما إذا أقنع نفسه بأنه ضعيف أو فاشل، فإنه يتصرف على هذا الأساس، فيتعثر ويثبت لنفسه صحة ما ظنه. في الحقيقة، نحن لا نرى العالم كما هو، بل كما نعتقد أنه سيكون.

في الأسرة، تلعب التوقعات دور جوهري في بناء العلاقات. فالأب أو الأم اللذان يتوقعان الخير والتميز من أبنائهما، يتعاملان معهم بأسلوب يشجعهم على النجاح، فينمو الأطفال وهم يشعرون بالثقة والكفاءة. أما من يظن في أبنائه الكسل والضعف و الإهمال، فإنه يتعامل معهم ببرود أو نقد دائم، مما يجعلهم بالفعل أقل حماس وإنتاج. وهكذا يتحقق التوقع السلبي بسبب نظرة الوالدين وتوقعاتهما غير الواعية.

وفي بيئة العمل، يظهر التوقع ذاتي التحقق في سلوك القادة والمديرين. فالقائد الذي يثق في قدرات موظفيه ويُظهر التوقع الإيجابي تجاههم، يخلق بيئة عمل محفزة تُخرج أفضل ما فيهم. أما من يشك في قدراتهم أو يتوقع فشلهم، فسوف يزرع فيهم الإحباط والخوف من الخطأ، فينخفض أداؤهم بالفعل. لذلك، توقعات القائد لا تحدد فقط سلوك الموظفين، بل تحدد ثقافة المنظمة بأكملها.

وهنا يلتقي علم النفس الحديث مع التوجيه النبوي العظيم، في قوله صلى الله عليه وسلم:

أنا عند ظن عبدي بي، فإن ظن بي خيرًا فله، وإن ظن بي شرًا فله.

هذا الحديث الشريف يؤكد أن الظن بالله ليس مجرد فكرة عابرة، بل هو مفتاح لتشكيل الواقع وتوجيهه نحو الخير أو السوء بحسب ما في القلب من يقين ورجاء. فمن أحسن الظن بربه، انتظر منه الجميل، فساق الله له من الأقدار ما يناسب حسن ظنه. ومن أساء الظن، عاش في قلق وضعف وإحباط يحقق له ما خاف منه.

إن التوقع الإيجابي ليس سذاجة أو تجاهل للواقع، بل هو اختيار واعي للتركيز على الخير والعمل نحوه. حين تتوقع النجاح، فإنك تبني خطة وتسعى بثقة وتتعامل مع العقبات كفرص. ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب الفأل الحسن، لأن الكلمة الطيبة والتوقع الجميل يزرعان في النفس طاقة إيجابية توجه العمل والسلوك، فيتحقق الخير بإذن الله.

وفي المقابل، التوقع السلبي يولد الخوف والتردد، ويجعل صاحبه يعيش في دائرة القلق من المستقبل، فيتصرف بطريقة تُنتج ما كان يخشاه. وكأن الإنسان يُعاقب نفسه بتفكيره ومن حوله بتفكيره السلبي وسوء ظنه.

يجب أن نؤمن بأننا نملك قوة عظيمة حين ندرك أن ظنوننا وتوقعاتنا ليست مجرد أفكار، بل هي بذور تنبت واقعنا. فليكن ظنك بنفسك وبمن حولك خير ونجاح وحياة رائعة. عندها ستجد أن الأمور بإذن الله تتيسر لك، والطرق تتفتح والنتائج تأتي كما ظننت لأنك أحسنت الظن بالله عز وجل وسعيت إليها بإيجابية وثقة وعمل متواصل.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا