استأنفت الخطوط الجوية الباكستانية الدولية أمس (السبت)، أولى رحلاتها الجوية إلى المملكة المتحدة للمرة الأولى منذ خمسة أعوام، بعد رفع الحظر المفروض على رحلات الشركة، على خلفية فضيحة منح تراخيص مزورة لطيارين. وأقلعت الرحلة PK-701، لطائرة بوينغ 777-200ER ذات الـ321 مقعداً، من مطار إسلام آباد الدولي ظهر أمس متجهة إلى مطار مانشستر، لتهبط مساءً بعد رحلة غير متوقفة استغرقت نحو خمس ساعات. وشهد المطار الدولي في إسلام آباد حفلاً افتتاحياً رسمياً حضره وزير الدفاع الباكستاني خواجة محمد عاصف، والسفيرة البريطانية في باكستان جين ماريوت، ووصفت السفيرة هذه اللحظة بأنها «لحظة تاريخية» تعزز الروابط الثنائية وتفتح آفاقاً جديدة للسياحة والتجارة والسفر. وقالت ماريوت إن «عودة الرحلات المباشرة ستجمع بين الشعبين أكثر، خصوصاً مع وجود أكثر من 1.6 مليون شخص من أصول باكستانية في بريطانيا». أما عاصف، فقد أكد أن هذه الخطوة «ستعزز قيمة PIA قبل خصخصتها المرتقبة، وتفتح الباب لاستئناف رحلات إلى نيويورك قريباً». أسباب حظر طيران باكستان تعود جذور هذا الحظر إلى 2020، حين أثارت فضيحة كبرى في قطاع الطيران الباكستاني، مرتبطة بمنح تراخيص طيران مزورة لعدد من الطيارين، وكشفت التحقيقات أن نحو 150 طياراً من طياري الخطوط الجوية الباكستانية كانوا يحملون رخصاً مزيفة، ما أثار مخاوف أمنية وسلامة عالمية. وجاء هذا الكشف بعد كارثة تحطم طائرة إيرباص A320 تابعة للشركة في كراتشي في مايو 2020، أودت بحياة 97 شخصاً من أصل 99 راكباً وطاقماً، وكانت السبب الرئيسي في فرض الحظر. ورداً على ذلك، فرضت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي حظراً فورياً على جميع الخطوط الجوية الباكستانية، ما أدى إلى خسائر مالية هائلة للخطوط الجوية الباكستانية بلغت نحو 40 مليار روبية باكستانية (حوالى 144 مليون دولار أمريكي) سنوياً، وفقاً لتقديرات الشركة. وعلى مدار العقد الماضي، تراكمت خسائرالخطوط الباكستانية لأكثر من 2.5 مليار دولار، ما أثقل كاهل الميزانية العامة الباكستانية، وكانت الشركة، التي تعاني من ديون متراكمة وإدارة غير فعالة، قد خسرت حصتها السوقية في أوروبا وبريطانيا، إذ كانت الرحلات إلى لندن ومانشستر من أكثر الخطوط ربحية لها. لم تكن العودة سهلة؛ فقد عملت السلطات الباكستانية على مدى خمس سنوات لإصلاح النظام الجوي، وفي نوفمبر 2024، رفعت وكالة السلامة الجوية الأوروبية حظرها عن الخطوط الباكستانية بعد التحقق من الامتثال لمعايير السلامة الدولية، ما سمح باستئناف رحلات إلى باريس في يناير 2025، ثم توسيعها إلى لاهور-باريس في يونيو. أخبار ذات صلة