عرب وعالم / السعودية / عكاظ

كتابُكَ والمسافة...

لم يقطع بَعدُ سَفَري ( ) ثلثَ الوقتِ، نصفَ الليل، رُبعَ أثقال المسافة.. وجُزتُ انتصافَ كتابِك السحرِ/ الحبرِ، فانتفضتُ دهشةَ طفلٍ مسَّهُ الليلُ فخافَ.

أنا لم أحاذر حرفك، لم أفارق وجهك، لمْ... فلِمَ يعجنني بحرُكَ السّرﱢيُّ جُزافا؟!!

أنا كلَّما عنكَ ابتعدتُ وقلتُ: لن... عاد يعدو بي الحنينُ أسْرًا واختطافا.

أنا كنتُ قلتُ محارتي وغرابتي وغوايتي وروايتي وقصيدتي التي فيكَ لم... فعدتُ صِفرًا أُسقِطُ العمرَ ارتجافا.

أنا كنتُ كم كنتُ أباهي... كم راوغتُ وكم هربتُ كي لا أعلوَ في السقوط الشاهق بين حرفك وتيه وجهك... حتى سقطتُ طَوعًا أرتشفُ المعنى ارتشافا.

أنا إن أضفتُ أو حذفتُ وإن وقفتُ هنا انكشفْتُ.. وكم تلوَّعتُ أمام عينيكَ انكشافا!

تعِبَ السَّفرُ ونامت كلُّ شاشات الوصول... وأنا الشريدةُ في أصقاعكَ أُراوِحُ.. لا استرجاعًا أقدِرُ ولا استشرافا...

أنا كلَّما ناءت/ نامت بي الدموع فوق قلبٍ أتعبتْهُ المسافاتُ تَعبَثُ بالرهافة، رحتُ أمنّي الروحَ أن قاربَ الوجعُ انتصافا.

أنا كلَّما غرَّدَ بي (التيَّانُ) بين الجُردِ وصمغِ السروِ صار لي النهرُ لِحافا.

أنا كنتُ كم.. وكنتُ لم.. وكنتُ بدءَ الحديثِ بيننا أنثى من غيابات المسافة.

وكنتُ قبلَكَ صهوةَ ليلٍ، صبوةَ خيلٍ.. أعربُ الموتَ مُضافا.

وكنتُ صخرًا، كنتُ ضوءًا.. أخبزُ الحرفَ احترافا...

واليومَ صرتُ ما بِيدي أهجّئُ السُّكَّرَ سُكرًا، أهجّئُ الشُّكْرَ سُكرًا، والسُّكْرُ أنطقُهُ سُكرًا كي أتعافى.

سباني نصُّكَ شقوةً حدَّ الخُرافة. وأملاني.. علَّمَ ترحالي كيف نُصيّرُ الريحَ رُعافا.

فكان أن صادني الشوقُ اعترافا وفاضَ بي البَينُ وطافَ. وكم سيبقى قلبي قتيلًا بك، كم سيبقى قتيلًا بكَ تشافى!

أنا يا حبيبُ ويا صديقُ ويا شقيقَ الروحِ من سنيﱢ اللثغةِ الأولى، أنا قد كنتُ ثمَّ متُّ ثمَّ عشتُ لألتحفَ حرفَكَ النهرَ (برنسَ) الطفلِ الجنينِ حِرزًا من الأقدارِ والأقمارِ، من حبﱟ يسملُ عينًا لم ترَكَ فما صلَّت ويُرمّدُ عيونًا رأتكَ فصارت تِربَ الليل، حرقةَ هَيل، أمَةً.. وسلطانُ النومِ تجافى.

وعادَ نصُّكَ كم خشيتُه وعادَ حرفُكَ كم نسيتُه، عاد كلُّكَ يفتحُ كُلّي بحرًا ونهرًا وشمسًا وظِلًّا وكوَّةً إلى السماوات/ المعنى البهيﱢ يُقلقُ الكونَ اكتشافا...

أخبار ذات صلة

 

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عكاظ ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عكاظ ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا