شهدت مدينة النبطية جنوبي لبنان اليوم (الأحد) تصعيداً عسكرياً جديداً بعد سلسلة غارات إسرائيلية استهدفت منطقة كفر رمان، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى، وفق ما أفادت به تقارير إعلامية لبنانية. وأكدت وزارة الصحة اللبنانية أن القصف الإسرائيلي أدى إلى مقتل أربعة شبان وإصابة ثلاثة آخرين، بعدما استهدفت طائرة مسيّرة سيارتهم على طريق دوحة كفر رمان، في واحدة من أكثر الضربات دموية منذ أشهر. وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام بأن المدينة كانت تستعد ظهر اليوم لتشييع أحد الضحايا حين تجددت المخاوف من غارات إضافية، بينما تحدث شهود عن تحليق مكثف للطيران الإسرائيلي في أجواء الجنوب. وفي تل أبيب، صرّح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن بلاده «ستواصل ممارسة حقها في الدفاع عن النفس ضد حزب الله»، محذراً من أن الجيش سيتصرف عند الضرورة إذا لم تتخذ بيروت إجراءات واضحة لمنع الهجمات على الشمال الإسرائيلي. من جانبها، نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصادر أمنية قولها إن نتنياهو شدد خلال اجتماع لمجلس الوزراء على «ضرورة حماية الحدود الشمالية»، ملوحاً بخطوات أوسع في حال استمرار «التهديدات المسلحة من لبنان». وتأتي هذه التطورات بعد عام تقريباً من الاتفاق الذي رعته الأمم المتحدة بين الجانبين لوقف إطلاق النار، والذي بدأ يترنح مع اشتداد الحرب في غزة منذ أكتوبر الماضي. وعلى الرغم من الوساطة الأمريكية المستمرة، فإن تبادل القصف عبر الحدود الجنوبية للبنان لا يزال متقطعاً لكنه متزايد الحدة. وفي السياق ذاته، أعلن الجيش الإسرائيلي أن الغارات استهدفت «عناصر من حزب الله شاركوا في هجمات سابقة»، فيما أكّد وزير الدفاع يوآف غالانت أن «إسرائيل لن تتهاون في ردها على أي تهديد لأمن مواطنيها». أما الحكومة اللبنانية، فأكدت في بيان مقتضب أنها تتابع التطورات «بأعلى درجات التنسيق مع قيادة الجيش»، معربة عن رفضها «تحويل الأراضي اللبنانية إلى ساحة مواجهة مفتوحة»، ودعت إلى تحرك دولي عاجل لوقف التصعيد. أخبار ذات صلة