عرب وعالم / السعودية / عكاظ

الباحة.. والهوية المعمارية المواكبة للرؤية..!

في جبال الباحة، لا تُقاس قيمة البناء بارتفاع الجدران.. بل بمدى اتساع الأفق من شرفاتها،

فالمنزل الذي لا يُطلّ على الغيم.. لا يليق بأرضٍ وُلدت من رحم الضباب.. وتربت على النسيم البارد وصوت .

لقد أرهقنا تكرار النمط نفسه:

مبانٍ مربعة.. مغلقة على نفسها.. نوافذها خجولة لا ترى منها إلا الجدار المقابل.. وكأننا نبني في صحراء.. لا على سفوحٍ تحتضن الغيوم.

إن السائح الذي يقطع المسافات إلى الباحة.. لم يأتِ ليُغلق على نفسه باب غرفة.. بل جاء ليجلس في مواجهة الوادي.. يسمع خرير الماء.. ويشمّ عبير العرعر.. ويرى كيف يعانق الغيمُ الشجر.. جاء ليجد هواءً نقياً ومكاناً مفتوحاً للحياة، لا علبة إسمنتية مغلقة.

نقولها بلا خجل: من أراد أن يبني في الباحة، فليبنِ بوعي الجبل لا بعشوائية المدينة! اجعلوا الإطلالة محور التصميم، لا الإكساء الخارجي.

واجعلوا الضوء والهواء يدخلان قبل النزيل.. فالشرفة ليست كمالاً... إنها روح المكان. ومن دونها، يفقد البناء معناه، وتفقد الباحة هويتها السياحية التي لوّنتها الطبيعة لا الخرسانة.

الباحة تستحق أن تُبنى كما تُحب أن تُرى:

• بواجهات حجرية تتنفس هواء الجبل.

• بشرفات تمتد على الوادي.

• بجلسات تحاكي الضباب لا تخشاه.

• بنمط معماري يحفظ شكلها الطبيعي وهوية قراها القديمة.

فالمعماري الحقيقي ليس من يملأ الأرض جدرانًا، بل من يجعل الهواء جزءًا من التصميم.

نرجو من أمانة الباحة وهيئة أن تُعيد النظر في اشتراطات البناء السياحي..

وأن تُلزم المشاريع الجديدة بتوفير شرفات مطلة وجلسات مفتوحة ومساحات تناغم بين الداخل والخارج.

فالباحة ليست مشروعًا تجاريًا فحسب... إنها هوية وطنية ومتنفس للروح..

ختامًا:

الباحة لا تُطلب لتُسكن،

بل لتُعاش.

ومن يبني فيها، فليبنِ مشهدًا من الغيم، لا جدارًا من الصمت.

أخبار ذات صلة

 

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عكاظ ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عكاظ ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا