في تصعيد أمني غير مسبوق، أعلن رئيس أركان الجيش البلجيكي الجنرال فريدريك فانزينا، صدور أوامر مباشرة للقوات المسلحة بإسقاط أي طائرة مسيّرة (درون) غير معروفة تُشاهد تحلق فوق القواعد العسكرية في البلاد، بعد سلسلة من التحليقات المريبة التي أثارت مخاوف من تجسس إرهابي أو عسكري. وجاء إعلان رئيس أركان الجيش البلجيكي خلال حفل استقبال السفينة الحربية الجديدة «أوستيندي» في ميناء زيبريج، وقال فانزينا: «الأمر قد صدر بإسقاطها»، مشدداً على أن الإجراء سيكون «بأمان تام دون أضرار جانبية». وتفاقمت الأزمة بعد ثلاث ليالٍ متتالية من التحليقات الغامضة فوق قاعدة كليني بروجل الجوية، أحد أكثر المواقع حساسية في بلجيكا، التي تستضيف أسلحة نووية أمريكية ضمن برنامج مشاركة النووي في «الناتو». ووفقاً لوكالة بلجا الإخبارية، طارت «الدرونز» الاحترافية، الصغيرة والسريعة الحركة، في الظلام من 31 أكتوبر إلى 2 نوفمبر، متجنبة الإجراءات المضادة، ما دفع السلطات إلى إطلاق تحقيق مشترك بين الشرطة والخدمة الاستخباراتية العسكرية. وأوضح فانزينا أن «هذه الدرونز صغيرة وذات مناورة عالية، خصوصاً ليلاً، ما يجعل إسقاطها تحدياً»، مضيفاً أن البرنامج المضاد للدرونز يُسرّع تنفيذه، وسيُقدّم خطة محدثة لمجلس الوزراء قريباً بميزانية تقدر بـ50 مليون يورو تشمل أجهزة كشف ومثبطات إشارات. يأتي هذا الإعلان في سياق أزمة أوسع تضرب أوروبا، حيث سُجلت تحليقات مشابهة فوق قواعد عسكرية في ألمانيا وهولندا وفرنسا خلال الأسابيع الأخيرة، ما أثار تكهنات بأن روسيا أو جماعات مدعومة من إيران قد تختبر الدفاعات الأوروبية. وفي بلجيكا، أدى الزحام الجوي إلى تعطيل عمليات القاعدة، مع تقارير عن درونز «مهنية الجودة» قادرة على التصوير عالي الدقة، وأكد وزير الدفاع البلجيكي في تصريحات سابقة يوم 2 نوفمبر أن «التحقيق جارٍ، ونحن نأخذ الأمر على محمل الجد» مشيراً إلى أن الدرونز لم تُحدد هويتها بعد، لكنها ليست لهواة. وتمنح الإجراءات الجديدة القادة العسكريين صلاحيات واضحة للتصرف فوق المناطق المقيدة، مع الالتزام بقواعد السلامة في المناطق المدنية. وفي سياق «الناتو»، دفع هذا التصعيد إلى تخصيص 1.2 مليار يورو للدفاع المضاد للدرونز في 2025، مستوحى من تجارب أوكرانيا حيث أُسقطت آلاف الدرونز الروسية. ومع ذلك، حذر خبراء أمنيون من أن الدرونز التجارية الرخيصة (مثل الصينية) تشكل تهديداً متزايداً، إذ يمكن تعديلها للتجسس بتكلفة زهيدة، ما يتطلب تكنولوجيا متقدمة للكشف. أخبار ذات صلة