تم النشر في: 10 نوفمبر 2025, 1:52 مساءً في اختراق طبي واعد، توصل باحثون إلى دواء جديد يُدعى "باكسدروستات"، يوفر حماية فعّالة تمتد إلى 24 ساعة من ارتفاع ضغط الدم، بما في ذلك في الصباح الباكر، الوقت الذي يُعد من أكثر الأوقات خطورة للإصابة بالنوبات القلبية. ويعتمد ضغط الدم إلى حد كبير على هرمون "ألدوستيرون" الذي تفرزه الغدد الكظرية، حيث يعمل على تنظيم مستويات الصوديوم والبوتاسيوم في الجسم. إلا أن الإفراز المفرط لهذا الهرمون يؤدي إلى احتباس الملح والماء، ما يرفع ضغط الدم. ورغم أن الأدوية التقليدية تستهدف منع تأثير "ألدوستيرون"، يتميّز الدواء الجديد من شركة "أسترازينيكا" بآلية مختلفة، حيث يوقف إنتاج الهرمون نفسه، وليس فقط تأثيره. وشملت تجربة عالمية حملت اسم BAX24، 218 مريضًا من 79 موقعًا حول العالم، يعانون جميعًا من ارتفاع ضغط الدم المقاوم للعلاج، أي أن ضغط دمهم بقي مرتفعًا رغم استخدام 3 أنواع على الأقل من الأدوية. وأشرف على الدراسة البروفيسور برايان ويليامز من جامعة كوليدج لندن (UCL)، وأظهرت النتائج أن الدواء حافظ على فعاليته على مدار اليوم، وساهم في خفض ضغط الدم بشكل ملحوظ ومستمر. وتناول المشاركون في الدراسة إما "باكسدروستات" أو دواء وهميًا مرة واحدة يوميًا على شكل أقراص، إلى جانب علاجهم المعتاد. وتمت متابعة ضغط الدم باستخدام جهاز مراقبة على مدار 24 ساعة (ABPM)، والذي يوفر قراءات أكثر دقة من القياسات التقليدية في العيادات. وبعد 12 أسبوعًا، سجّل المرضى الذين تناولوا "باكسدروستات" انخفاضًا كبيرًا في ضغط الدم، شمل الليل والصباح الباكر، حيث تكون المخاطر الصحية في ذروتها. وعُرضت نتائج الدراسة خلال الاجتماع السنوي للجمعية الأمريكية لأمراض القلب في نيو أورلينز، وأكّدت التجربة نتائج سابقة شملت 800 مريض، أظهرت أن الدواء خفّض ضغط الدم بنحو 9 إلى 10 ملم زئبق أكثر من الدواء الوهمي خلال نفس الفترة. كما بلغ نحو 40% من المرضى مستويات ضغط دم صحية، مقارنة بـ20% فقط في المجموعة التي تناولت الدواء الوهمي، دون تسجيل أي آثار جانبية غير متوقعة. وتشير أبحاث أخرى إلى أن انخفاضًا بهذا الحجم في ضغط الدم يمكن أن يقلل خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية بنسبة 17%، والسكتة الدماغية بنسبة 27%، وفشل القلب بنسبة 28%، والوفاة بنسبة 13%. وقال ويليامز، أستاذ علوم القلب والأوعية الدموية: "النتائج مبهرة للغاية، سواء في حجم انخفاض ضغط الدم أو استمراره على مدار 24 ساعة. فعالية هذا الدواء غير مسبوقة، وتشير إلى الدور المحوري لهرمون 'ألدوستيرون' في ارتفاع ضغط الدم المقاوم للعلاج. إننا أمام تقدم حقيقي وخيار علاجي واعد للمرضى الذين يصعب التحكم في حالتهم بالأدوية الحالية".