تم النشر في: 10 نوفمبر 2025, 3:11 مساءً في قلب المنامة القديمة، حيث يمتزج عبق التاريخ بروح الفن الحديث، عبّر رائد الضيافة العالمية غوردون كامبل غراي، مؤسس العلامة الفندقية الشهيرة "ذا ميرشانت هاوس" وصاحب الرؤية وراء أحد أكثر فنادق البحرين تفرّدًا، عن فلسفته في الجمع بين الفن والضيافة، وحلمه الكبير بإنشاء فندق يحمل بصمته في السعودية. يقول غراي بابتسامة دافئة: "السعوديون في الصدارة بين ضيوفنا، يليهم الأوروبيون ثم الزوار من الشرق الأوسط. كثير من السعوديين يُقدّرون الخصوصية والاهتمام بالتفاصيل الفنية، ويختارون المكان لعقد اجتماعات مهمة أو لقضاء عطلات هادئة بعيدًا عن الصخب". ويضيف: "أشعر بعلاقة خاصة مع السعوديين، كثير منهم أصبحوا أصدقاء للمكان، يعودون دائمًا لأنهم لا يشعرون بأنهم ضيوف، بل جزء من القصة". يتحدث غراي بإعجاب واضح عن التحولات الثقافية في المملكة، قائلًا: "أتابع ما يحدث في السعودية بإعجاب كبير. هناك نهضة حقيقية في الثقافة والفنون وتمكين المرأة. زرت المملكة عدة مرات وشعرت بتغيّر عميق وإيجابي في المجتمع، وأعتبر نفسي سفيرًا غير رسمي لها في أوروبا". ويكشف عن حلمه المستقبلي قائلًا: "أحلم أن أفتتح فندقًا جديدًا في السعودية، وأستلهم الإبداع من زياراتي للعلا، التي تجمع بين الأصالة والجمال الطبيعي. أبحث عن شريك محلي يفهم الثقافة السعودية ليجعل هذا الحلم واقعًا". وعن بداية الفكرة يقول: "جاءت الفكرة من إيماني بأن الفن والثقافة يمنحان الهوية للمكان. كنت أريد إنشاء فندق يقدم تجربة مختلفة لا تكرر نفسها مثل الفنادق الكبرى، بل تتجذر في روح كل مدينة. في البحرين وجدت الفرصة لدمج التصميم بالفن المحلي، وعرض أعمال لفنانين مغمورين يستحقون التقدير". ويضيف: "أردت مزيجًا بين الفن المحلي والعالمي، بين روح البحرين وذوق العالم. الفن البحريني يملك حساسية عالية وروحًا حقيقية تعكس كرم الناس وهدوءهم". ويتابع قائلًا: "أؤمن بأن الفندق ليس مجرد مكان للإقامة، بل مساحة تروي قصة المكان وتعبّر عن مجتمعه. نختار بعناية الأعمال الفنية والقطع التصميمية المحلية، حتى يشعر الضيف بانسجام مع البيئة الثقافية التي يعيش فيها". وعن تفاصيل التصميم الداخلي يوضح: "أشرفت بنفسي على تصميم المكتبة التي تضم أكثر من ألف كتاب تم اختيارها بالتعاون مع خبير من جامعة أكسفورد. أردنا أن نقدّم لعشّاق القراءة مملكتهم الخاصة داخل الفندق، بدلًا من أن يذهبوا إلى المكتبة جعلنا المكتبة تأتي إليهم. بعض الضيوف يأخذون كتبًا معهم عند المغادرة، يزعجني ذلك قليلًا، لكنه يسعدني أكثر لأن ذلك يعني أن الكتاب وجد قارئًا جديدًا ومكانًا آخر ليستمر في حياته". ويضيف غراي وهو يستعيد ذكريات التأسيس: "حين رأيت المبنى لأول مرة، لم يكن جميلًا لكنه كان يملك روحًا. رممناه بعناية دون أن نطمس ملامحه القديمة. أحب أن أقول إنه يشبه البحرين: أنيق، متجذر، ومليء بالحكايات". وعن فلسفته الإدارية يقول: "التوسع البطيء هو مبدئي. لا أريد عددًا كبيرًا من الفنادق، بل أريد أن يكون كل فندق تحفة فنية قائمة بذاتها. أملك حاليًا فندقين صغيرين في اسكتلندا، وأؤمن أن التفاصيل الصغيرة هي التي تصنع الفارق في تجربة الضيف". ويضحك غراي وهو يقول: "الفن لا مكان محدد له، يمكن أن يعيش في أي زاوية ويُدهشك في اللحظة التي لا تتوقعها. أحيانًا تراه في المصعد أو حتى في دورة المياه!" ثم يختم حديثه قائلًا: "الفن بالنسبة لي ليس ترفًا بصريًا، بل تجربة حيّة تُثري روح الضيافة وتكشف جوهر المكان. البحرين كانت البداية... والسعودية هي الحلم القادم".