تم النشر في: 11 نوفمبر 2025, 1:50 صباحاً اختتمت هيئة الأفلام النسخة الثالثة من مؤتمر النقد السينمائي الدولي 2025م، الذي أُقيم على مدى ثلاثة أيام في قصر الثقافة بالرياض، تحت شعار "السينما.. فن المكان"، بمشاركة نخبة من النقاد والأكاديميين وصناع الأفلام من داخل المملكة وخارجها، قدّموا خلال المؤتمر رؤى فكرية ومعرفية حول علاقة السينما بالمكان ودور النقد في صناعة المعنى السينمائي. ويأتي المؤتمر امتدادًا لسلسلة الملتقيات النقدية التي نظمتها الهيئة هذا العام في أبها والقطيف، مختتمًا جولته في الرياض، هادفًا إلى تعزيز دور النقد السينمائي في تطوير صناعة الأفلام، وتمكين التبادل المعرفي بين النقاد وصناع الأفلام، وترسيخ حضور المملكة مركزًا ثقافيًا رائدًا في المشهد السينمائي؛ من خلال بناء بيئة نقدية تواكب تطورات الصناعة على المستوى الدولي. وقدّم المؤتمر وملتقياته برنامجًا حافلًا اشتمل على نحو 30 جلسة نقدية وحوارية، إلى جانب ورش عمل وعروض تقديمية قدّمها أكثر من 50 متحدثًا من 22 دولة، وبحضور أكثر من 10 آلاف زائر, وتنوعت الموضوعات والتجارب المطروحة في مجالات النقد، مما أتاح للنقاد والجمهور فرصة التواصل المباشر مع صناع الأفلام ضمن أنشطة تفاعلية عززت الحوار والتبادل المعرفي. وتضمنت جلسات برنامج المؤتمر في اليوم الأول حوارًا في الجلسة الرئيسة مع المخرج الإيطالي ماركو بيلوتشيو، تناول تجربته في بناء الصورة والمعنى، كما أُقيمت جلسة "ما وراء النقد" التي تناولت الأرشفة ودورها في تجديد قراءة الأفلام وإعادة إنتاجها بصريًا وفكريًا. وتنوعت الفعاليات في اليوم الثاني، أبرزها حوار موسّع حول السينما ودور المهرجانات في النقد مع الناقد والمدير الفني السابق لمهرجان برلين السينمائي الدولي كارلو شاتريان، وورشة "مبادئ النقد السينمائي" وعرض الفيلم البلجيكي News from Home، إضافة إلى جلسات ومحاور ناقشت التحولات الحضرية في السينما المكسيكية، إلى جانب سلسلة عروض تناولت فن المكان، والهوية السينمائية، والرسوم المتحركة وبناء العوالم, كما تطرقت جلسة "السينما خارج الحدود" إلى التجارب العابرة للأوطان، فيما ناقشت ورشة "سرد المكان واستحضار الذاكرة" العلاقة بين الفضاء السينمائي والذاكرة البصرية، واختُتم اليوم بماستر كلاس تناول أساليب النقد السينمائي المعاصر. فيما تواصلت فعاليات اليوم الثالث بمجموعة من الورش والجلسات النوعية، شملت ماستر كلاس في النقد السينمائي، وورشة تحليل اللغة البصرية في الأفلام، وعددًا من العروض التقديمية تناولت القوة السردية للأماكن، وخريطة الذاكرة، وذكاء المدن في السينما، والغرائبية البصرية، وتحولات المكان في العمل السينمائي, وتناولت جلستان نقاشيتان موضوعي "الصحراء في السينما العربية" و"ذاكرة المدن من القاهرة إلى الرياض والإسكندرية"، واختُتم اليوم بورشة حول كيفية تشكيل ماضي يوهانسبيرغ لمستقبلها السينمائي. يُذكر أن النسخة الثالثة من مؤتمر النقد السينمائي الدولي الذي تنظّمه هيئة الأفلام، تمثل محطة نوعية في مسار المشهد السينمائي السعودي، مرسخًا حضور المملكة منصة فاعلة للحوار النقدي وتبادل الخبرات مع العالم، ومقدمًا برنامجًا علميًا ثقافيًا يعكس دعم صناعة السينما وتعزيز الوعي النقدي بوصفه ركيزة أساسية في تطوير الفنون وإثراء التجربة الثقافية الوطنية.