كشف موقع Medical Express، إن الحصول على المضادات الحيوية الفعالة أمر ضروري لجميع النظم الصحية في العالم، وتعمل المضادات الحيوية على إطالة العمر، والحد من الإعاقات، والحد من تكاليف الرعاية الصحية، وتمكين التدخلات الطبية الأخرى المنقذة للحياة مثل الجراحة، ومع ذلك، فإن مقاومة مضادات الميكروبات (AMR) تهدد هذا العمود الفقري للطب الحديث وتؤدي بالفعل إلى الوفيات والأمراض التي كان من الممكن منعها في السابق.

وفي حديثه أمام جمعية الصحة العالمية في 28 مايو 2024 المقبل، سيدعو كبار العلماء الذين ألفوا سلسلة لانسيت الجديدة - بما في ذلك الباحثون في جامعة سانت جورج بلندن - إلى اتخاذ إجراء عالمي عاجل بشأن مقاومة مضادات الميكروبات لضمان الوصول بشكل أكثر استدامة إلى المضادات الحيوية وزيادة الاستثمار في المضادات الحيوية واللقاحات ووسائل التشخيص الجديدة.

في كل عام، تحدث ما يقدر بنحو 7.7 مليون حالة وفاة على مستوى العالم بسبب الالتهابات البكتيرية، 1 من كل 8 حالات وفاة على مستوى العالم، مما يجعل الالتهابات البكتيرية ثاني أكبر سبب للوفاة على مستوى العالم، ومن بين هذه الوفيات، هناك ما يقرب من 5 ملايين حالة وفاة مرتبطة بالبكتيريا التي طورت مقاومة للمضادات الحيوية.

ويحذر العلماء من أنه إذا لم يمنح العالم الأولوية للعمل على مقاومة مضادات الميكروبات الآن، فسوف نشهد زيادة مطردة في عدد الوفيات العالمية بين الأطفال الصغار، وكبار السن ، والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة أو الذين يحتاجون إلى إجراءات جراحية الأكثر عرضة للخطر.
إن تحسين وتوسيع الأساليب الحالية للوقاية من العدوى - مثل استخدام لقاحات الأطفال، ونظافة الأيدي، والتنظيف والتعقيم المنتظم للمعدات في مرافق الرعاية الصحية، وتوافر مياه الشرب المأمونة والمرافق الصحية الفعالة - يمكن أن يمنع أكثر من 750 ألف حالة وفاة مرتبطة بمقاومة مضادات الميكروبات كل عام، في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل .
في سلسلة مجلة  The Lancet  حول مقاومة مضادات الميكروبات المنشورة في 23 مايو، يقترح مقال للبروفيسور مايك شارلاند وزملائه أهدافًا عالمية طموحة وقابلة للتحقيق لمعالجة الحاجة إلى وصول أكثر استدامة إلى مضادات حيوية فعالة : أهداف "10-20-30 بحلول عام 2030":
خفض الوفيات الناجمة عن مقاومة مضادات الميكروبات بنسبة 10% عن طريق توسيع نطاق تدخلات الصحة العامة لمنع العدوى في المقام الأول، والحد من استخدام المضادات الحيوية ومقاومتها وإتاحة الوصول إليها بشكل أكبر، انخفاض بنسبة 20% في الاستخدام غير المناسب للمضادات الحيوية البشرية، تحقيق انخفاض بنسبة 30% في الاستخدام غير المناسب للمضادات الحيوية الحيوانية من خلال اتخاذ إجراءات تدريجية في العديد من القطاعات.
ويقولون إنه ينبغي اعتماد هذه الأهداف في الاجتماع الرفيع المستوى القادم كجزء من الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر 2024 في إطار الوصول الشامل إلى المضادات الحيوية الفعالة.

تركز سلسلة لانسيت لمقاومة مضادات الميكروبات على الحاجة إلى أهداف واضحة وقابلة للتنفيذ لمكافحة مقاومة مضادات الميكروبات، حيث أوصت اللجنة بخفض الاستخدام غير المناسب للمضادات الحيوية بنسبة 20%، وقد قاد مشروع ADILA، وهو تعاون بين جامعة سانت جورج وجامعة أكسفورد، عملية وضع نماذج للمضادات الحيوية، الأهداف المستقبلية المحتملة للاستخدام الأمثل.

أكد البروفيسور شارلاند : "لقد أظهر فريق ADILA أن أنماط الاستخدام العالمية الحالية ليست عادلة أو منصفة، حيث تتحمل البلدان ذات الدخل المنخفض عبئًا أكبر من العدوى والوفيات وتستخدم عددًا أقل من المضادات الحيوية، وينبغي أن تتبع أهداف المضادات الحيوية المستقبلية نهجًا قائمًا على المخاطر، ولضمان تحقيق هذه الأهداف، سيدعو البروفيسور شارلاند وغيره من خبراء مقاومة مضادات الميكروبات أيضًا إلى إنشاء هيئة علمية مستقلة - لجنة مستقلة معنية بالحصول على مضادات الميكروبات ومقاومتها - لتوسيع قاعدة الأدلة لتنفيذ السياسات ولإبلاغ الأهداف الجديدة.