هو وهى / انا اصدق العلم

هل النعاس المفرط مع التقدم في العمر علامة تحذيرية للإصابة بالخرف؟

ربطت دراسات سابقة تغيّر أنماط النوم بخطر الإصابة بالخرف. ووجدت دراسة جديدة أجريت على النساء فوق سن الثمانين رابطًا بين النعاس المفرط وخطر الإصابة بالخرف، إذ كنَّ أكثر عرضة بمرتين من النساء ذوات أنماط النوم المستقرة للإصابة بالخرف، خلال فترة الدراسة التي استمرت 5 سنوات.

يُعد الخرف مشكلة مطّردة عالميًا، إذ يعاني أكثر من 55 مليون مصابًا هذا المرض، ويُتوقع أن يصل عدد المصابين إلى 139 مليون بحلول عام 2050.

وفقًا لمراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها، تزيد عوامل عدة من خطورة إصابة الشخص بالخرف:

  •  نقص النشاط البدني.
  •  السكري غير المضبوط.
  •  ارتفاع ضغط الدم.
  •  نقص السمع.
  •  تعاطي الكحول والتبغ.

رغم ربط دراسات عدة أنماط النوم المضطربة بخطر الإصابة بالخرف، فإنها لم تحدد هل لقلة النوم أو كثرته تأثير أكبر؟

ما علاقة مدة النوم بالخرف؟

وجدت دراسة واسعة النطاق ارتباط النوم المديد أو القصير بخطر متزايد لتدني القدرات العقلية والإصابة بالخرف. ووجدت أخرى ارتباط قصر فترة النوم لدى متوسطي العمر بتزايد خطر الإصابة بالخرف.

اقترحت دراسة ثالثة أن النوم مدةً تزيد على 9 ساعات في الليلة الواحدة يرتبط بالتنكس العصبي والإصابة بالخرف.

اعتمدت جميع هذه الدراسات على مدة النوم التي أبلغ عنها المشاركون، عوضًا عن الإشراف على قياس النوم واليقظة.

استخدمت الدراسة الجديدة، التي أجراها باحثون في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، حسّاسات لتتبع النوم ومراقبة أنماطه لدى 733 امرأة بعمر الثمانين، واكتشفت علاقة بين النعاس المفرط لمدة 24 ساعة، وتحديدًا الإفراط من القيلولة، وخطر مضاعف للإصابة بالخرف.

قال بين دنكلي، البروفيسور وعالم الأعصاب الإدراكي، غير المشارك في الدراسة: «تسلط الدراسة الضوء على العلاقة المزدوجة بين النعاس والخرف. مع ذلك، كما يشير الباحثون، من الصعب استنتاج الاتجاه الدقيق للعلاقة عبر دراسة ارتباطية كهذه».

«تشير اضطرابات النوم إلى علامات التنكس العصبي الباكرة، سابقةً للأعراض السريرية. على العكس، قد تُعيق التغيرات العصبية المتعلقة بالخرف عمل مراكز الدماغ المنظمة للنوم، فتُفاقم النعاس. قد تُستخدم التغيرات المتعلقة بالنوم للتنبؤ بخطر الإصابة بالخرف لاحقًا».

أنماط النوم لدى النساء المسنات:

شارك في الدراسة 733 امرأة من سكان المجتمع المحلي، اللائي شاركنَ في دراسة كسور هشاشة العظام، وكانت أعمارهن جميعًا 65 عامًا أو أكثر، ويمكنهن المشي دون مساعدة ولم يخضعن لعملية استبدال المفصل في الوركين. كان متوسط أعمار المشاركات 82.5 سنة.

لم تعاني أي من المشاركات ضعف الإدراك أو الخرف حسب المعايير. قدم الباحثون لجميع المشاركات جهازًا لقياس نشاط النوم واليقظة على مدار 24 ساعة.

من أجل تضمين بياناتهم في التحليل الإحصائي، تعيّن عليهن الحضور شخصيًا إلى العيادة، وأن ينجزن 3 أيام متتالية على الأقل من تسجيلات جهاز قياس النوم في الزيارة الأولية، والمتابعة بعد مرور خمس سنوات، إضافةً إلى تعبئة استبيان النوم.

سجل الباحثون التغيرات التي طرأت على مدار 5 سنوات في النوم الليلي، والقيلولة، ونُظم الراحة والنشاط اليومية.

حددوا ثلاثة أنماط أساسية للنوم:

  1.  النوم المستقر: شوهد لدى 321 امرأة (43.8% من المشاركات)، امتلكن نومًا مستقرًا أو متحسنًا قليلًا.
  2.  تدني النوم الليلي: شوهد لدى 256 امرأة (34.9%) انخفاضًا في جودة النوم الليلي ومدته، وزيادة معتدلة في القيلولة، وتراجعًا في عمل الساعة البيولوجية والنظم اليومية.
  3.  زيادة النعاس: شوهد لدى 156 امرأة (21.3%) زيادة كبيرة في مدة النوم النهارية والليلية وجودته، إضافةً إلى تدهور عمل الساعة البيولوجية والنظم اليومية.
ارتباط النعاس المفرط بخطر الإصابة بالخرف:

في نهاية فترة الدراسة، استقصى الباحثون إدراك المشاركات إن كان طبيعيًا، أو ضعيفًا معتدلًا، أو خرفًا، استنادًا إلى عدد من الاختبارات النفسية العصبية، أو فحص الطبيب، أو القبول في الرعاية التمريضية المنزلية. من لم تنطبق عليها هذه المعايير عُدّت طبيعية الإدراك.

ركز الباحثون عند تحليلهم للنتائج على العمر، والتعليم، والعرق، ومشعر كتلة الجسم، والسكري، وارتفاع ضغط الدم، والنوبات القلبية، واستخدام مضادات الاكتئاب، والقدرة الإدراكية القاعدية.

من بين مجموعة مسنات الدراسة الحشدية، أُصيبت 164 امرأة (22.4%) بالضعف الإدراكي المعتدل و93 امرأة (12.7%)، بالخرف خلال فترة المتابعة التي استمرت 5 سنوات.

كانت النساء اللائي يعانين زيادة النعاس على مدار 24 ساعة أكثر عرضة لخطر الإصابة بالخرف بنحو ضعفي من تمتعن بنوم مستقر على مدار 5 سنوات. مع ذلك، لم يكن النعاس المفرط مرتبطًا بزيادة خطر الإصابة بالضعف الإدراكي المعتدل.

أشار الباحثون إلى أن دراستهم الرقابية لا تظهر اتجاه العلاقة السببية بين النوم المفرط والخرف.

«قد يعاني كبار السن في المراحل ما قبل السريرية للخرف، زيادة النوم في أثناء النهار، استجابةً لتغيرات الدماغ التي تؤثر في الاستثارة واليقظة. قد يؤدي التنكس العصبي في مناطق مثل الوطاء وجذع الدماغ، التي تنظم النوم، إلى زيادة احتياجات النوم في أثناء النهار. قد يكون الالتهاب والأمراض الوعائية أيضًا من العوامل المساهمة في التنكس العصبي. ترتبط أنماط النوم المضطربة والنوم المفرط بزيادة الالتهاب ومخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وكلها حالات مرتبطة بالإصابة بالخرف».

لماذا يزيد النوم المفرط خطر الإصابة بالخرف؟

«قد يرتبط النعاس المفرط والقيلولة المتكررة بالخرف، بسبب عدة عوامل كامنة، من الأسباب الرئيسية النوم المتقطع والتنكس العصبي، إذ قد يؤدي سوء جودة النوم ليلًا إلى إعاقة النوم العميق الضروري للتخلص من بروتين أميلوئيد بيتا، وهو بروتين مرتبط بمرض الزهايمر».

«لاضطراب الساعة البيولوجية دور أيضًا، إذ يرتبط تفاقم دورات النوم واليقظة وعدم انتظام إيقاعات الساعة البيولوجية، بالتغيرات العصبية التنكسية، الذي بدوره يُضعف الذاكرة ويُسهم في التدهور المعرفي».

دعمًا لما اقترحه الباحثين بأن النعاس المفرط قد يكون للخرف المبكر، قد يمثل النعاس المفرط آلية تعويضية لخلل وظيفي في الدماغ.

كيفية تحسين نمط النوم:

تقدم الدراسة دليلًا إضافيًا على مساهمة أنماط النوم المتغيرة لدى المسنين في خطر الإصابة بالخرف.

من النصائح من أجل أنماط نوم أفضل «إلى جانب النعاس، ترتبط الاضطرابات مثل النوم المتقطع، وانخفاض كفاءة النوم، وعدم انتظام إيقاعات الساعة البيولوجية ارتباطًا وثيقًا بخطر الإصابة بالخرف، تساهم التغييرات في نمط الحياة مثل الالتزام بجدول النوم، وتقليل استهلاك الكحول، وتحسين بيئة النوم، بتعزيز صحة الدماغ بشكل ملموس».

«تُعد تقنيات مثل تخطيط الدماغ الكهربائي المغناطيسي، إلى جانب أدوات لتتبع أنشطة الحياة مثل أجهزة مراقبة النوم القابلة للارتداء، وسائل تمكن الأفراد من مراقبة التحسينات التي تطرأ على نومهم وصحتهم الإدراكية عمليًا».

اقرأ أيضًا:

سبب العجز عن النوم ليلًا قد يكون علامة مبكرة لخطر الإصابة بالخرف!

يبدو أن مرحلة واحدة من النوم حاسمة لتقليل خطر الإصابة بالخرف

ترجمة: حيان الحكيم

تدقيق: ريمي سليمان

المصدر

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة انا اصدق العلم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من انا اصدق العلم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا