أكد الدكتور أسامة حمدي، أستاذ أمراض الباطنة والغدد الصماء بجامعة هارفارد الأمريكية، أن تجربة الهند في مكافحة الفساد والتي حملت اسم "مشروع الهند النظيفة" كانت تجربة ناجحة وحققت نتائج إيجابية ملموسة رغم بعض التحديات قصيرة المدى. وأوضح حمدي، في مداخلة عبر زووم ببرنامج "مصر تستطيع" مع الإعلامي أحمد فايق، عبر قناة dmc، أن رئيس الوزراء الهندي أطلق في نهاية عام 2016 خطة جريئة تمثلت في سحب فئتي الـ500 والـ1000 روبية من التداول – وهما يمثلان نحو 75% من حجم النقد المتداول – ومنح المواطنين مهلة 50 يوماً لإيداع ما بحوزتهم من أموال في البنوك مقابل دفع ضرائب بنسبة 40%، مع فرض رقابة صارمة على مصادر الأموال بعد انتهاء المهلة. وأشار حمدي، إلى أن الخطة أدت إلى إدماج جزء كبير من الاقتصاد غير الرسمي داخل النظام المالي الرسمي، ونتج عنها زيادة في حصيلة الضرائب بنسبة 286%، وهو ما أتاح للدولة توجيه هذه الموارد إلى دعم الفقراء وتطوير مشروعات البنية التحتية. وأضاف أن التجربة اعتمدت بشكل أساسي على رقمنة المعاملات، من خلال نشر فروع البنوك وماكينات الصراف الآلي على نطاق واسع، وربط الحسابات البنكية بالرقم القومي، مما أدى إلى رفع معدلات الشمول المالي واستخدام وسائل الدفع الإلكتروني. ورغم الجدل المستمر حول التجربة، شدد الدكتور أسامة على أهمية الاطلاع على تجارب الدول الأخرى من منطلق المعرفة، لا بهدف النسخ الكامل، بل للاستفادة مما يلائم الظروف المحلية. وفي سياق آخر، كشف الدكتور حمدي عن تطورات واعدة في مجال علاج مرض السكري، منها أدوية جديدة تؤخذ عن طريق الفم تضاهي فعالية الحقن، وأجهزة استشعار تزرع تحت الجلد وتقيس السكر باستمرار لمدة تصل إلى ثلاث سنوات، إلى جانب بنكرياس صناعي أكثر تطوراً. وفيما يخص ارتفاع معدلات الإصابة بالسكري بين الأطفال، أوضح أن جائحة كوفيد-19 تسببت في زيادة النوع الأول بنسبة 14%، إضافة إلى دور السمنة والتغذية غير الصحية في رفع نسب الإصابة بالنوع الثاني، محذراً من انتشار ثقافة "التيك أواي" وما تحمله من مخاطر صحية على الأجيال الجديدة.