أكد الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، أن نجاح مفاوضات التهدئة في غزة يعتمد بشكل أساسي على توفر الإرادة السياسية وقدرة الوسطاء على تقريب وجهات النظر، مشددًا على أن التوقيتات الزمنية التي يتم طرحها، مثل 72 أو 96 ساعة، ليست "مقدسة" ويمكن فهمها في سياقها التفاوضي. وخلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية لبنى عسل في برنامج "الحياة اليوم" على قناة "الحياة"، أوضح فهمي أن المرحلة الحالية تتطلب بناء مناخ جيد لإجراءات بناء الثقة، محذرًا من أن "التصريحات غير المنضبطة وغير المسؤولة قد تؤثر على مسار ما يجري". وحول موقف الجانب الإسرائيلي، أشار فهمي إلى أن إسرائيل اتخذت خلال الساعات الأخيرة إجراءات تهدف إلى تخفيف التوتر، رغم استمرار بعض العمليات العسكرية. وأضاف: "لن نتوقع أن تتوقف الحرب بصورة مباشرة إلا بعد تنفيذ الإجراءات والتدابير المتفق عليها". وشرح فهمي أن عملية تسليم المحتجزين لن تكون "دفعة واحدة" في الأيام الأولى، وذلك لأسباب لوجستية تتعلق بعمليات النقل ووجود المحتجزين لدى فصائل فلسطينية مختلفة وليس فقط في حوزة حماس. وأكد أن الخطوة الأولى ستشمل تسليم عدد من المحتجزين مقابل وقف إطلاق نار مراقب، وهو ما يتطلب إجراءات عسكرية على الأرض مثل فتح الممرات في غزة وخان يونس، ومنع الطيران، ورفع بعض الحواجز. واختتم الدكتور طارق فهمي بالتأكيد على الدور المحوري للوسطاء، مشيدًا بالجدية التي تظهرها الإدارة الأمريكية والخبرة المصرية الكبيرة في هذا الملف، والتي ستساهم في "حلحلة المشهد وتحريك المياه الراكدة".