كتبت فاطمة خليلالأحد، 26 أكتوبر 2025 01:53 م في مشهد إنساني مؤثر يعكس عمق العلاقة بين الإنسان والحيوان، شهد مستشفى “ميموريال ويست” بولاية فلوريدا الأمريكية ما وصفه الأطباء بالمعجزة، بعدما استجابت امرأة كانت في غيبوبة مستحثة طبيًا للمس "كلب علاج"، فحركت يدها بعد أسابيع من فقدان الوعي، لتبدأ بعدها رحلة التعافى، وفقا لمجلة people. الحكاية بدأت في 13 من مارس الماضي، حين أرسلت بريسيلا تيمونز، البالغة من العمر 39عامًا، رسالة نصية لوالدتها من حمام منزلها تطلب المساعدة بعد شعورها بألمٍ مفاجئ وضيقٍ حادٍ في التنفس دقائق قليلة كانت كفيلة بسقوطها مغشيًا عليها، قبل أن تنقل إلى المستشفى في حالة حرجة، وبحسب الأطباء، فقد أصيبت تيمونز بانسدادٍ رئوي حاد أدى إلى ثلاث سكتات قلبية متتالية، نتج عنها فشل في عدد من الأعضاء الحيوية، واضطر الفريق الطبي لإبلاغ أسرتها بأن فرص نجاتها لا تتجاوز 10%. بريسيلا بعد إفاقتها يقول الدكتور دانييل ماير، رئيس قسم الرعاية الحرجة في المستشفى، إن الحالة كانت من أصعب ما واجهه في مسيرته الطبية، إذ توقف قلب المريضة لما يقرب من 40 دقيقة، لكن إصرار الفريق الطبي على عدم الاستسلام كان العامل الحاسم في إنقاذ حياتها، وبعد أن استقرت حالتها، قرر الأطباء وضعها في غيبوبة مستحثة طبيًا بهدف حماية دماغها ومنح جسدها فرصة للتعافي، إلا أن الأيام مضت دون أي إشارة على تحسن ملحوظ. وفي خطوة إنسانية ضمن برنامج المستشفى للعلاج بمساعدة الحيوانات، قرر أحد الممرضين استقدام كلب العلاج “سكرانشي”، للمشاركة في محاولة تنشيط استجابة المريضة، حيث اقترب الكلب من السرير، ووضع مدربه مكافأة صغيرة قرب يد بريسيلا الممدودة بلا حراك، وبينما كان الكلب يبحث عن المكافأة، لامس يدها بأنفه وبدأ يداعبها بخفة، وفي تلك اللحظة تحديدًا، حدث ما لم يتوقعه أحد: تحركت أصابع يد المريضة ببطء، ثم ارتفعت يدها في الهواء استجابةً للمس الكلب، وسط دهشة الحضور وذهول الطاقم الطبي. بريسيلا مع الكلاب بعد نجاح التجربة تحكي بريسيلا لاحقًا، بعد استيقاظها الكامل، أنها كانت تشعر بالأصوات من حولها داخل الغيبوبة لكنها لم تستطع الحركة أو فتح عينيها، وتقول: “كنت أشعر كأنني في حلمٍ بعيد. سمعتهم يقولون إن هناك زائرًا خاصًا لي، ثم شعرت بمخلبه على يدي، وعندها استجمعت كل قوتي لأتحرك كأن الله أرسل لي رسالة عبر هذا الكلب.” بريسيلا، التي تعرف بحبها الشديد للحيوانات، أكدت أن تلك اللحظة كانت نقطة تحول في مسارها الطبي والنفسي، وأنها بفضل “سكرانشي” استعادت الأمل والرغبة في الحياة، وبعد استيقاظها، زارتها كلبة العلاج الأخرى “هاني كريسپ”، التي كانت تشارك أيضًا في جلسات الدعم النفسي للمرضى داخل وحدة العناية المركزة. الفريق الطبى بعد رحلة علاج طويلة امتدت لواحدٍ وعشرين يومًا، خرجت تيمونز من المستشفى، لكنها لم تنس من كان سببًا في نجاتها فعادت هذا الأسبوع إلى المستشفى ذاته، مرتدية فستانًا أحمر بابتسامة امتنان، لتشكر الأطباء والممرضين وكلاب العلاج على ما قدموه لها من دعمٍ إنساني وطبي فريد. وبعد تعافيها الكامل، أنشأت بريسيلا حسابًا على “إنستجرام” باسم Faith Flows Strong، لتشارك قصتها وتنشر الوعي حول مخاطر الجلطات الدموية وأهمية التشخيص المبكر، مؤكدة أن تجربتها كانت “دعوة للحياة” ورسالة بأن الأمل يمكن أن يأتي من أبسط المخلوقات، حتى من لمسة كلب مخلص.