كتبت فاطمة خليلالثلاثاء، 28 أكتوبر 2025 02:00 ص كان يُنظر إلى التهاب المفاصل سابقًا على أنه مرض يصيب كبار السن، ولكنه الآن يصيب الشباب وحتى المراهقين، حيث إن نمط الحياة اليوم، الذي يتميز بالعمل من المنزل، والدروس عبر الإنترنت، والتصفح المتواصل للإنترنت، قد أضر بمفاصلنا، فالجلوس لفترات طويلة يضعف العضلات، ويقلل مرونتها، ويشكل ضغطًا على المفاصل التي تحافظ على استقامة الجسم وفي نهاية المطاف، يسبب هذا النقص في النشاط تورمًا وألمًا وشدًا، وهي أمور كانت ترتبط سابقًا بالشيخوخة فقط أما العصر الرقمي، فرغم أنه يسهل الحياة، إلا أنه يضر بصحتنا الجسدية، وخاصة قوة مفاصلنا وقدرتها على الحركة، وفقاً لموقع "تايمز ناو". نمط الحياة المستقر وقلة النشاط وأضراره الخفية أصبح الجلوس لساعات طويلة، سواءً للعمل أو الدراسة أو الاسترخاء، سببًا رئيسيًا لمشاكل المفاصل، فالخمول التام لفترات طويلة يبطئ تدفق الدم بشكل كبير ويقلل من وصول العناصر الغذائية إلى المفاصل، كما تضعف العضلات المحيطة بالمفاصل الرئيسية، التي تمثل مصدر الدعم، مثل الظهر والوركين والركبتين والرقبة. كما يعيق قلة الحركة إنتاج السائل الزليلي، وهو مادة التشحيم الطبيعية للمفاصل في الجسم. على المدى الطويل، تؤدي جميع هذه الحالات إلى إصابة الشباب بآلام المفاصل المتصلبة، وحتى ظهور أعراض تشبه أعراض التهاب المفاصل. كيف يؤدي الوزن والخمول إلى تفاقم الضرر؟ من المرجح أن يزداد وزن الجسم عند انخفاض مستوى النشاط البدني، حتى الزيادة الطفيفة في وزن الجسم قد تسهم في زيادة مشاكل المفاصل. يقال إن كيلوجرامًا واحدًا من وزن الجسم يضيف ضغطًا يقارب 4 كيلوجرامات على الركبتين عند الحركة وبالتالي، يسرع هذا الضغط الزائد من عملية تآكل الغضاريف، مما يؤدي إلى التورم والألم. شباب اليوم معرضون لخطر الإصابة المبكرة بالتهاب المفاصل نتيجةً لمزيج من الجلوس لفترات طويلة، وقلة النشاط البدني، وتناول أطعمة كثيفة الطاقة. مشكلة وضعية الجسم في العصر الرقمي إلى جانب الجلوس لفترات طويلة، تعد الوضعية الخاطئة أثناء استخدام الأجهزة الرقمية مسببًا رئيسيًا آخر ومن عواقب قضاء ساعات طويلة في النظر إلى الشاشة ما يسمى بـ"رقبة التكنولوجيا". تسبب هذه الحالة شدًا مفرطًا في عضلات العمود الفقري والكتفين والظهر، مما يجعلها في حالة توتر مستمر. ومن آثار الانحناء وسوء الوضعية أن تصبح المفاصل أكثر عرضة للتلف، مما يزيد من خطر الإصابة وقد يسهم الإجهاد المستمر الناتج عن هذه الوضعيات الخاطئة في النهاية في تنكس المفاصل، وخاصة في الرقبة وأعلى الظهر. طرق للوقاية إن ازدياد هذا النوع من التهاب المفاصل ليس حتميًا، وللحد من خطر الإصابة به، يمكن المشي أو التمدد لبضع دقائق كل ساعة، وتهيئة مكان عمل مريح، وممارسة النشاط البدني كممارسة اليوجا أو ركوب الدراجات أو السباحة، فهي تمارين لطيفة على المفاصل. كما يعد تناول الأطعمة الغنية بأوميجا 3 والكالسيوم وفيتامين د ومضادات الأكسدة وسيلة لتقوية العظام وتقليل الالتهاب. كما يعد شرب كميات كافية من الماء والحفاظ على وضعية جيدة من طرق الوقاية من التهاب المفاصل.